وصف الكتاب:
تعلمون تلكَ الأمورِ الشائكة التي تختلط فيها الحقيقة بالخيال؛ تلك الحقول، والمروج، والغابات، التي خُلقت لكي لا تختبر، تلك الحواجز التي وُضعت لكي لا تخترق. تذكرون بالطبع قصة موسى، وسيدنا الخضر، عندما حذَّره مرات عدّة أنه لن يستطيعَ معه صبرًا، لماذا؟ لأنه بالطبع لن يستطيعَ أن يصبرَ على ما لم يحط به علمًا، كلنا نرى مقدارَ بصرنا، لا يستطيعُ البصرُ أن يعبرَ لأكثر من هذا؛ لحكمة لا يعلمها إلا المولى ،ربما لو استطعنا، ما تحمَّلنا، وكلنا اعتبرنا غرقَ سفينة المساكين بالبحر مصيبة لا تُغتفر، وبالطبع كلنا حسبنا كما حسب سيدنا موسى أنَّ قتل الغلام البرئ جريمة منكرة، كما وجدنا جميعنا أنَّ إقامة الجدارِ الذي يريد أن ينقضَّ لأهل القرية الذين رفضوا إضافة الغريبِ لهو فعلٌ عديم العقل أو كما نتصور ،ولكنا نتفاجأ بحكمة الخالق سبحانه، الذي خلق كل شيء، وأحاط بكل شيء خبرًا، وأنه لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، ولا نلوم الأبصار، فقد خلقها الله -تعالى- على عِلَّتهِا، واحتفظ -سبحانه- لنفسه بعلم الغيب. ترى أمِن العقل أن نتحدى تلك القواعد، ونحاول أن نخترقَ تلك الحدود، وإذا اخترقناها واستطعنا بالفعل أن نرى ما وراءها ترى ماذا سنختار حينئذ؛ الغيبُ، أم الواقع؟ ....................