وصف الكتاب:
ولأن حياة الإنسان محطات، فنجد تناولها من عدة زوايا أمر مطلوب، فمثلا كتب الأنبا أغريغوريوس، أسقف عام البحث العلمي والدراسات القبطية، مقالا شهيرا بعنوان "أحب في الأنبا شنودة"، نشر في جريدة وطني، عقب اختياره بطريركيا، تضمن مدحا في إيجابيات البابا شنودة، ورجع في سيرته الذاتية كتب سلبيات موثقة عن مراحل أخرى في حياة البابا شنودة– وللأنبا أغريغوريوس صور عديدة تجمعه مع البابا شنودة، ولم يعتبره أحد شخصا عاقا عندما نشر هذه السلبيات– بل اعتبر البابا تواضروس مذكراته من مصادر التعليم الكنسي. كما أن البابا كيرلس السادس، الذي رسم الأنبا شنودة أسقفا للتعليم ورجع غضب عليه وأعاده للدير، وقال على مجلته "الكرازة "، مجلة "القذارة"، ووصف تعاليمه بأنها "أثمرت قلة الأدب". (راجع مذكرات الأنبا أغريغوريوس وسيرته الذاتية). وفي كتبي وثقت– وهذا هدفي الأساسي في كتاباتي، التوثيق للأجيال الجديدة- عدة محاور في حياة البابا شنودة؛ في كتابي "البابا شنودة والتيارات الإسلامية"، وثقت معاركه مع الإخوان والجماعة الإسلامية وغيرها؛ وفي كتاب "البابا شنودة أبو الشهداء"، وثقت الحوادث الطائفية في عصره، من الخانكة إلى ماسبيرو؛ وفي كتاب "أيام السجن والصلاة، مذكرات الأساقفة والكهنة في سجون سبتمبر"، وثقت معركته مع السادات، وكيف كان يقضي أيام التحفظ في الدير. هذه ثلاثة كتب حول أمور قد تراها إيجابية؛ وعن المشاكل في إدارة الكنيسة وثقت خلافاته وسلطاته المطلقة في كتاب "أنياب القديس"، حيث لم يُقدَّم شخص ممن اختلف معهم إلى محاكمة عادلة تضمن للذين بطش بهم حق الدفاع عن أنفسهم؛ ففي الوقت الذي تسمح المحاكم العادية بتعدد درجات التقاضي، وإعطاء فرصة للمتهم للدفاع عن نفسه، لم نجد ذلك يحدث في المحاكم التي بدأت وانتهت بقررات حرمان وتشويه من غير ميكرفون واحد يملك صوت واحد، هو القاضي والجلاد؛ فحدث تشويه متعمد مع الأب متى المسكين وكتاباته، وظل البابا يهاجمه باستمرار في عظاته وكتاباته، ومع ذلك لم يقدمه للمحاكمة، ولم يصدر المجمع المقدس قرارا واحدا ضده أو ضد كتاباته، بل استمرت عمليات التشويه بلا توقف، لدرجة قيام مطران بحرق كتابات الرجل.