وصف الكتاب:
سعيدة البزرجية طالما أن العود في يدك؛ اعزفْ لنا في هذا المقيل: "لمَ قلبي يحب قلبو ولا يهوى مثيلي ولا يعجب بكلماتي وجلساتي ولا خلوة مقيلي"، غنّ لنا "عسى الأيام تجمعنا وتتوقف دموع العين" اطرد عنا أصوات الزيزان في هذا الهجير ثم دعنا نذهب لنرى صنعاء بعد أن نمضغ هذا القات. أتعلم ماذا يقول ماكنتوش سميث يا قيس؟ يقول: "إن سيناريو أصول المنطقة شكلّه مترحلون بين قوسين من الحضارة، الهلال الخصيب والممالك الجبلية العربية. لذلك هناك الشمال والجنوب، سوريا مقابل اليمن". قم لنزر داره التي حقّق فيها كتابه العظيم "3000 عام من تاريخ الشعوب" وأثبت أن الإسبان يضمنون لغتهم اليوم 4 آلاف كلمة عربية، إنها هنا قريبة، قم لنرى بيوتات صنعاء التي قيل إن الجنّ عمرّها، وبالمرة نزور سطح سعيدة البزرجية حيث ألقى خطبته علي بن أبي طالب في أهل اليمن، تخيلْ، لقد ترك كل البيوت واختار سطح سعيدة ليلقي من هنا خطابه. إن هذا لعجيب... ومن ثم، سنمرّ على السوق لنأخذ القهوة، أريد أن أتذوق قهوة "مخا" الصرفة ممزوجةً رائحتها برائحة صنعاء وأصوات الباعة ولكنة الناس، أنا ابن المنازيل يا قيس، ابن رائحة القهوة الملذوعة في آخر الدلّة؛ أريد أن آخذ معي بن "هرري" ومستكة "تواصي" من الأحبة في الشام. أتعرف ماذا قال ماكنتوش أيضاً يا قيس؟ قال: "العرب إنجازٌ رائع". ــــــــــــــــــــــــ من كتاب «لوغارتم الوجوه متتالية الخطى»