وصف الكتاب:
عبارة عن نص روائي كُتب بلغة خاصة في صورة دفقات من البوح الإنساني على مستوياته المتعددة؛ البوح الشخصي بالآثام التي جثمت على صدور أصحابها أزمنة حتى جعلتهم مسوخا، والبوح السياسي بنبش مقبرة المسكوت عنه في تسلُّط الحكام وصبر المحكومين العَدَمي أو ثورتهم المُفنية، وكذلك بوح من نوع آخر. قالت الروائية العثمان: "هذه الرواية سمحت لأبطالها بالحكي والانهمار والتعبير عن ذواتهم بلا محاسبة إلا مواجهة ضمائرهم الشخصية، وقد أجازوا لأنفسهم قول ما شاءوا رغماً عني. لقد جاء سردهم متواترا بشكل لا يُصدَّق! إنهم يعيشون في بلدة صغيرة ونائية اسمها الضّوْع. غافلها الزمان، أو لعلها هي من فعلت. صحا ملكها (السّاعي) في نهار ما ليجد أنه قد فقَدَ شعبه!". وأضافت: "النص يسعى إلى تقديم فكرة الكاثاراسيز أو التطهر على مستوى الحاكم والمحكومين عن طريق النظر للماضي المشبوه بعين المُحاكمة الموضوعية والعادلة، التي تجعل منه حلقة في سجل التاريخ البشري، لا ذنباً يتكرَّس كل يوم بالإصرار عليه، وعدم النظر إليه بوضوح، خشية افتضاح ما لا نود له أن يُفتضح، فيما هو ينهش ذواتنا طوال الوقت". وذكرت العثمان أن الرواية تعاملت مع اللغة باعتبارها حدثاً يمكن من خلاله تطوير الصراع بين الكامن في نفوس الأشخاص والظاهر في سلوكهم من ناحية، ومن ناحية أخرى رسم صورة سيريالية للمقاومة، المقاومة بفعل جديد ومدهش ومجنون، وهي سلاح ذو حدَّين؛ إما تردع المريض بالمتسلط، فلا يجد من يتسلط عليهم، أو أنها تُنسي أصحابها القضية الأصلية التي من أجلها تمردوا بفعل غير متوقع.