وصف الكتاب:
الكتاب هو عبارة عن تجربة إنسانية عاشتها الكاتبة، وخبرة اجتماعية ونفسية قررت نقلها عبر هذا الكتاب، قال عنه الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي، أنه اعترافات في كتاب، وهو ما يحمل أقصى درجات العلنية، ومن ثم أقصى درجات الشجاعة، وبذا يجمع الكتاب بين صفة السيرة الذاتية في الأدب، وصفة دراسة الحالة في علم النفس. وتدور أحداث الكتاب في الثلاثة عقود الأخيرة من القرن العشرين، والعقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين، وتنتقل عبر ثلاث دول عربية هي (مصر، والكويت، وسلطنة عمان)، ومن ثم تغطي مرحلة زمنية حرجة شهدت اضطرابات وتحولات في الهوية المصرية والعربية، انعكست على الكاتبة، وأثرت فيها، فنقلتها – بحسب الدكتور المهدي- بأمانة وصدق، لنرى ذاتنا المأزومة في مرآتها المكسورة، وقد نجحت الكاتبة في المزج بين ما هو شخصي وما هو عام، بل وتضفيرهما في بناء أدبي محكم ومتميز وشائق، وربما صادم في بعض المواقع. ويضيف الدكتور محمد المهدي، أن فصول الكتاب صادقة وصادمة، وممتعة، خاصة الفصل التاسع "رحلة البصيرة"، حيث أفردته الكاتبة للافصاح عن شيء يخفيه الكثيرون ويعتبرونه وصمة عار، وهو إصابتها بنوبة اكتئاب شديدة وصفتها ببراعة لم يرها من قبل، حيث يقتل الاكتئاب كل نسمة حياة في النفس، ويجعل الموت والعدم احتمالًا قائمًا، بل ومفضلًا، ويجفف منابع الروح، ويترك الإنسان في حالة اللاشيء، وكيف أن الكاتبة نجحت في نقل كل مشاعر، وأحاسيس، وأفكار الاكتئاب الذي داهمها، واعتبرته رغم قسوته، ضرورة حتمية للتحرر من ذاتها المزيفة، والعودة لذاتها الحقيقية، وامتلاك الشجاعة لتحطيم كل التابوهات المزيفة في حياتها، وإجراء مصالحة مع ذاتها الحقيقية، ومع كل شيء حقيقي وجميل في الحياة. _____________________________________________________________ تقول الكاتبة عن كتابها: "الصندوق الأسود"، هو أول ما تتوجه الأنظار للبحث عنه وسط الحطام، فور سقوط أي طائرة، ففيه تقبع كل أسرار السقوط والتحطم، فيمكن معرفة أسبابه، وتعلم الدرس، وتوخي الحذر، وهكذا " صندوقي الأسود"، فهناك ثمة صندوق أسود للذات، نتعرف بواسطته أيضًا كل الأسرار، وأسباب السقوط والتحطم، التشوه والتيه، حتى يتم تعلم الدرس، ويتم التعافي والانعتاق