وصف الكتاب:
تستكشف هذه الرواية، فيما تستكشف، مساحات خفيّة، عميقة ومراوغة، في تجارب إنسانية تجسّد بعض المآسي في واقعنا العربي الراهن؛ وهي مآس موصولة بعالم واسع، منه ما يرتبط بـ"المخيمات"، وبمدن الغبار التي أتت منها شخصيات عديدة، مثقلة الأبدان والأرواح بالآثار الناهشة للحروب الدامية، والتهجير، والشتات العربي الجديد، وإن ظلت تراودها أحلام موءودة بغد يتناءى، ويتراءى بعيدا. تتحرك الرواية، بحريّة، بين أماكن شتى، وأزمنة متعددة، وتجارب متنوعة، ووقائع صغرى وكبرى.. وتصوغ من هذا كله شهادة إبداعية، مسكونة بالجمال وبالأسى معا، عن عالم نعيشه الآن، وربما سوف نعيشه لزمن قادم.. وهي شهادة لا تقف، فحسب، عند حدود الرصد، أو الـ"تسجيل" لما يستحق الرصد والتسجيل.. وإنما تتجاوز هذا كله إلى طرح أسئلة جوهرية عمّا صاغ المشهد المأساوي الممتدّ، وعن المآلات التي يمكن أن يؤول إليها هذا المشهد، وتنتهي إليها ضحاياه. تنهض هذه الرواية على مغامرة فنية من نوع خاص، تزاوج، مزاوجة عصيّة، بين ما هو شخصي وذاتي، من جهة، وما هو جماعي وعام، من جهة أخرى، وأيضا بين ما هو عابر ووقتي، أو ما يبدو كذلك، من ناحية، وما يرتبط بهموم وبأحلام مقيمة، وربما أبديّة، من ناحية أخرى.. وتصوغ هذه الرواية عالمها المترامي هذا بقدر مشهود من الجمال الذي يصاحب سردها المتعدد، المشرع على أسئلة تطال الروح، والأجساد السليمة والمشوّهة، والعلاقات الإنسانية، والتوق إلى التحقق، والحنين إلى مدن لا يخنقها الغبار، وإلى أرض ثابتة لا تميد من تحت الأقدام. الدكتور حسين حمودة