وصف الكتاب:
إنها مفاجأة، مفاجأةٌ إبداعيَّةٌ مُدوِّيةٌ من الوزن الجميل. هذه النصوص القَصَصيَّة التي جاءت بها متأخرةً الدكتورة جليلة القاضي المعماريَّة الموهوبة وأستاذة التخطيط العمراني الدولية وعاشقة تراث قلب القاهرة، فاجأتني تمامًا كقارئٍ وكاتب، إذ تصوَّرْتُ قبل أن أقرأ أنها محاولات هواية جانبيَّة لعالِمة كبيرة، فإذ بها نصوص عالية وعميقة لأديبة خبيرة. نصوص نصفُها يمكن تصنيفه قصصًا قصيرةً جدًّا، والنصف الآخر يطول، وجميعها عابقةٌ بعطرِ لغةٍ شديدةِ العذوبة، دقيقة التعبير، ومنسابة بسحرٍ أخَّاذ، حساسية بالغة ذكَّرتني بنصوص "انفعالات" الكاتبة الفرنسيَّة "ناتالي سارورت" المُؤسِّس الحقيقي لتيار "الرواية الجديدة"، لكن، وبحُكمٍ لا أتردد في إصداره: بل أغنَى من نصوص ساروت المغلقة على ذاتها والواقعة في غيّ خفوتٍ اكتئابيٍّ واضح. لا، هنا تبْرَع المبدعة المقتحمة جليلة القاضي في لُعبة فنيَّة مدهشة وغير مسبوقة؛ فهي تغامر بقفزات "فانتازيَّة" بالغة المهارة فتضيف إلى المسار الواقعيّ للسرد دُرُوبًا منعشة، تفتح لمآزق الواقع مخارجَ أعمقَ من أن تكون خياليَّة، فهي مجازٌ طائر، مُحلِّقٌ ومارِق وبارِق، ساخرٌ وضَحُوك، ناقدٌ ولاذع. نَفْسٌ مقتحمةٌ تقدم للنص القَصَصيّ العربيّ مذاقًا جديدًا رائعًا. شكرًا يا دكتورة جليلة. محمد المخزنجي