وصف الكتاب:
وددت الاقتراب فيما بعد من قبر أبوايّ، حينها انتبهت أن هناك شخص يتبعني. كانت على الأرض طبقة ثقيلة من الحصباء تحمي الأحجار من الانفصال بعضها عن البعض، فأصبح وقع أقدام الزائرين عليها هو الضوضاء الوحيدة التي يمكن سماعها. كنت متأكدة من أن شخصًا كان يتبع خطواتي، افترضت أنه شخص معروف لي، افترضت وجود أصدقاء لي في جنازة الشاعر.. وهكذا أدرت رأسي بشكل خفي وشاهدت رجلًا، متوسط العمر، بنظارة مذهَّبة الإطار، طويلًا، نحيف الجسم، وشعره غامق اللون. كان يسير في أعقابي وتوقف إلى جانبي تمامًا عندما توقفت أمام المقبرة التي يرقد فيها أبواي. لا أحب أن يرافقني أحد في مثل تلك اللحظات، وما إن حاولت أن أستدير برأسي حتى بادرني الرجل- وجهه على رغم الظلام وبرد الشتاء كان يبدو معروفَا لي- بقوله: - دفنا هنا آخر الشعراء. فهمت أنه كان يشير إلى كل جيل الشعراء القطالونين، فوافقت على قوله بإيماءة من رأسي.