وصف الكتاب:
يضم بين دفتيه مجموعة قصصٍ قصيرة مُنتقاة من مجاميعها القصصية التي تهيمن على معظمها أجواء سريالية بحتة ممزوجة بالواقعية الشعرية. تتناول آنا ماريا ماتوتي في قصصها هذه، مواضيع سياسية واجتماعية وأخلاقية مختلفة، تدور جميعها في فلك التهميش والظلم الاجتماعي، وعجز الآخرين عن التواصل مع بعضهم البعض. وتتخذ مؤلفة “الملك المنسي غودو” من زمن ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية، مسرحًا لمناقشة تلك المواضيع، بصفتها المرحلة التي أُعيد فيها صياغة تركيبة المجتمع الإسباني، وتشكيل طبيعة العلاقة بين مختلف مكوناته. وسعت الكاتبة الإسبانية في الوقت نفسه، إلى ترجمة ونقل ما راكمته تلك المرحلة الزمنية من ذكرياتٍ ومواقف مؤلمة، الأمر الذي يُفسِّر ربما نبرة التشاؤم التي تطغى على قصصها، تلك التي تنشغل بمعاينة خوف الفرد من الفقد والخسارة، ذلك أن الحياة، بحسب تعبيرها، هي: “توالي فقدان الأشياء. أنا لست متشائمة فحسب، وإنما متشائمة جدًا”. وإلى جانب التشاؤم والفقد ومعاينة أحوال الفرد ما بعد الحرب، تولي آنا ماريا ماتوتي عناية مكثفة بمرحلتي الطفولة والمراهقة في قصصها، باعتبارهما مراحل تؤسس، غالبًا، لما سيأتي بعد انقضائها. وفي هذا الإطار، تحاول تصوير واقع الفرد في هاتين المرحلتين وسط التشوهات التي لحقت بمحيطه بفعل الحرب، وتسليط الضوء على الكيفية التي تعامل معها من خلالها.