وصف الكتاب:
اعلم أن النوم مسألة فردية؛ حيث يحتاج بعض الناس إلى النوم أكثر من البعض الآخر، حتى يؤدوا وظائفهم بكفاءة، كما أن بعض الناس ينامون بسهولة ويستيقظون نشطين تحت أي ظرف، في حين أن البعض الآخر ينزعجون بسهولة. إذا كنت تستلقي في الفراش "طويلًا من أجل النوم"، فإن تصورك للوقت قد لا يكون واقعيًّا، وبعض المصابين بالأرق الذين يشخصون حالاتهم بأنفسهم لا يقدرون ساعات النوم بشكل صحيح تمامًا١، بمعنى آخر، حين تقول: "أنا أستلقي مستيقظًا لساعات كل ليلة"، فإن الوقت الذي قضيته مستيقظًا ربما لا يتجاوز فعليًّا ٢٠ أو ٣٠ دقيقة فقط، فأنت لا تتذكر أي شيء في أثناء النوم العميق، وقد لا تعي ذاكرتك إلا فترات الاستيقاظ المتتالية فحسب، وبالطبع من المفضل أن تنام نومًا متواصلًا طوال الليل. ما مقدار النوم الذي تحتاج إليه؟ لا يتفق خبراء النوم على احتياجاتنا من النوم، فبعضهم يأخذ بالنصيحة التي تقول إننا نحتاج إلى ثماني ساعات من النوم في الليلة، بينما ينصح معظمهم بالنوم ما بين خمس إلى ست ساعات بالنسبة للبالغين، ويفترض القليلون أن احتياجات البالغين "الطبيعية" للنوم تتراوح ما بين ثلاث إلى عشر ساعات، مع التحذير من أن النوم غير الكافي قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض. ولعلك سمعت بعض المشاهير الذين يتباهون بأنهم يؤدون وظائفهم رغم حصولهم على ساعات قليلة من النوم في الليل، ومع ذلك فأنت لا تعرف إذا ما كانت عملية اتخاذهم للقرارات قد تدهورت أم لا، أو لو حصلوا على قسط وافر من النوم فلربما تجنبنا الصراعات والحروب، كيف يتواصل أولئك الذين "ينامون فترات قصيرة" مع رفقائهم وعائلاتهم؟ هل كل الذين "ينامون فترات قصيرة" ذوو مزاج حاد، وهل لديهم مشكلات في العلاقات أو التواصل، وهل سيعانون في النهاية عواقب صحية؟ حين يكون الأشخاص في الأماكن العامة، فإنهم يتصرفون على أفضل نحو؛ ولذلك لن تعرف طبيعة مشاعرهم أو سلوكياتهم في معظم الوقت. تقع الحوادث غالبًا بسبب مشكلات النوم نتيجة رد الفعل المتبلد والهفوات العقلية والطيش ونفاد الصبر، وهذا هو سبب حاجتنا إلى النوم جيدًا. ورغم أنك قد تعتاد الحرمان من النوم، فإنك قد لا تكون مدركًا أن الحرمان من النوم لفترات طويلة ينتج عنه انخفاض في الوظائف العقلية٢، ويعتقد في الغالب أن الحصول على المزيد من النوم الكافي قد يجعلك أكثر نشاطًا وسعادةً وذكاءً.