وصف الكتاب:
...تسارعت الأحداث في الجنوب بدرجةٍ كبيرة، فطغت تطوراتها السياسية والميدانية، التي كانت تسير لصالح المعارضة الثورية المسلحة، على موضوع المقترحات الدستورية، التي حاولت الإدارة البريطانية من خلالها أن تقيم جمهورية اتحادية في جنوب اليمن، تستوعب النظام الحديث من جهة، وتحافظ على بنيته المحلية التقليدية من الجهة الثانية، وتربطها بها علاقة متينة من الجهة الثالثة، غير أن الوقت كان قد فات على مثل تلك المحاولة، فالحركة التحررية المحلية، التي تأثرت حينها بمد التيار القومي العربي، والتي كانت لا تعادي بريطانيا فحسب، بل والقوى المحلية التقليدية والأحزاب السياسية المعتدلة، أخذت تبسط نفوذها على مناطق الجنوب، وتفرض مشروعها السياسي الخاص بها على نظام حكمه بعد تمكنها من استلام استقلاله في 30 نوفمبر 1967م.