وصف الكتاب:
هل شقت المجتمعات العربية طريقها باتجاه التحول نحو اجتماع مدني ونظم علاقات عابرة للروابط الحميمية المباشرة؟ وهل سلكت بالفعل درب التأسيس لدولة حديثة بالرغم من اتخاذ دولها المعاصرة الشكل الحديث؟ وهل هنالك رسوخ مهيمن لسلطات بنيوية غير محسوسة، تخلق جموداً وطيداً في الواقع العربي، وتفتت أية قوة دفع نحو التغيير، وتجعل كل متغيرٍ وتحولٍ ظرفيٍ هشاً وعارضاً؟ وهل المتغيرات والبناءات المستحدثة داخل المجال العربي مجرد مسارات متباينة، ومراكمة اعتباطية لمكونات غير متناغمة تتعايش وتتمفصل بعضها عن بعض وتمارس نشاطها جنباً إلى جنب من دون وشائج اتصال أو تفاعل جدلي أو نسق تكاملي في ما بينها؟ وهل المأمول والمتوقع من الدولة العربية الحديثة وجود منسجمين مع طبيعتها وتركيبتها وشبكة قواها؟ وهل نحن أمام مبادىء وقواعد انتظام عام قامت عليها النظم السياسية القديمة والحديثة في المجال العربي، جعلت هذه النظم قاصرة عن الوصول إلى أبعد مما وصلت إليه؟ وهل ما نحن فيه هو نتيجة طبيعية، ومسار منطقي لتوليفة سياسية وأرضية اجتماعية، وخلفية ثقافية وبنية إنتاجية راسخة لم يجرؤ التفكير العربي على الكشف عنها أو مساءلتها أو بحثها بشفافية؟ هي تساؤلات تشكّل منطلق هذا الكتاب ومقصد بحوثه.