وصف الكتاب:
يقدم الكتاب صورًا للصحافة والصحفيين أقرب للواقعية وأعمق بكثير مما تقدمه معظم الدراسات الأكاديمية الإعلامية؛ لأن الأدب نوع كتابي عنده من الحرية أكبر من هذه الدراسات بما لا يقارن، مقدمًا رؤى عن هؤلاء الذين يُحبون أن يَسألوا لا أن يُسألوا! ويرصد المؤلف دور الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها أديب نوبل في التأثير على ثقافته ومن ثم تحديد اختياراته في الحياة ورؤيته للعالم، والتي تنعكس في تحديد أولويات ما يناقشه حين تعرضه للصحافة والصحفيين، وكذلك المحددات النفسية والاجتماعية التي يبرزها لنماذجهم التي ما زالت تعيش بيننا حتى الآن. يعالج هذا الكتاب الذي يعد دراسة جريئة في علم اجتماع الأدب صورة الصحفي في جميع أعمال نجيب محفوظ من روايات وقصص قصيرة بدءًا من رواية (القاهرة الجديدة) التي صدرت عام 1945 وحتى آخر المجموعات القصصية (أحلام فترة النقاهة: الأحلام الأخيرة) التي صدرت عام 2015 بعد مرور تسع سنوات على وفاة الروائي العظيم. والكتاب دراسة كيفية متحررة في منهجها ولغتها، وهو دراسة بينية أي تربط بين أكثر من علم من العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتمزج مراجع النقد الأدبي بمراجع دراسات الإعلام والصحافة، ويرى المؤلف أنها كانت هي فرصة طيبة لتعميق الحقائق عن الصحافة والإعلام. يذهب الكاتب إلى أن النماذج الصحفية في أدب نجيب محفوظ لا تخبرنا فقط عن خواص زمنية بالمهنة وقت كتابة الرواية أو القصة بل تتجاوز ذلك إلى الثابت عبر الزمن، ألا وهي الثقافة (بالمعنى الذي تقصده دراسات التحليل الثقافي)، وهو ما جعل نقاد وباحثي أدب نجيب محفوظ يرون مثلا أن بعض نماذج رواية المرايا – التي نشرت عام 1971 لتعبر عن شخصيات شغلت حيزا كبيرا من القرن العشرين – تعيش بيننا حتى الآن رغم رحيل من كتب عنهم الروائي، ثم رحيله هو، ومرور نصف قرن على كتابة الرواية، لأن هذه هي العناصر الثقافية شبه الثابتة التي رصدها نجيب محفوظ بعبقريته وموهبته، وهذه هي خصوصية الخطاب الأدبي الراقي. يعد الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أحد المتخصصين في الدراسات الثقافية الإعلامية وله عدة كتب من أهمها: (الصورة والجسد)، و(ساخرون وثوار)، و(النجومية الإعلامية في مصر)