وصف الكتاب:
صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة، الطبعة العربية من كتاب "فهم التنمية المستدامة" من تأليف جون بلويت، ومن ترجمة طارق راشد عليان، تعتبر فصول هذا الكتاب مستقلة نسبيًا، لكنها تساعد فى مجموعها على التوصل إلى فهم التنمية المستدامة على نحو يراعى التعقيد والتنوع. فى الكتاب تمثل استراتيجية التنمية المستدامة – بحسب تعريف موقع رئاسة مجلس الوزاراء- رؤية مصر 2030 محطة أساسية فى مسيرة التنمية الشاملة فى مصر تربط الحاضر بالمستقبل وتستلهم إنجازات الحضارة المصرية العريقة، لتبنى مسيرة تنموية واضحة لوطن متقدم ومزدهر تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتُعيد إحياء الدور التاريخى لمصر فى الريادة الإقليمية، كما تمثل خريطة الطريق التى تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا التنافسية، وتعمل على تنفيذ أحلام وتطلعات الشعب المصرى فى توفير حياة لائقة وكريمة. ومن هذا المنطلق تأتى الترجمة العربية لهذا الكتاب الهام، فالتنمية المستدامة هى نتاج قصص كثيرة ورؤى عالمية وقيم ومنظورات كثيرة تتطلب منا، لكى نقدرها حق قدرها، أن نكون على استعداد لأن نستمع إلى الآخرين . وتبين مختلف المباحث لماذا تمثل التنمية المستدامة ضرورة حتمية، وتتخلل المناقشات النظرية دراسات حالة تجريبية، وآراء مستمدة من أشخاص آخرين كثر، ويركز الفصل الأول على ظهور مصطلحين متقاربين وتطورهما، وهما الاستدامة "الهدف أو الشرط" والتنمية المستدامة "النهج" كما يناقش عولمة التنمية المستدامة من خلال تحديد أربع رؤى عالمية محددة، وعمل عدد من المنظمات والوكالات الدولية، والطريقة التى شكلت بها لغة الاقتصاد معظم فهمنا للكيان الحقيقى للعالم الفعلى . ويبحث الفصل الثانى بعض المساهمات الفلسفية والنظرية والأخلاقية الرئيسة فى عملية التنمية المستدامة الآخذة فى التطور، ويتصل كل مبحث من مباحثه بالأخر بحيث يستطيع القارئ التعرف على أوجه التشابه والاختلاف فى المنظورات المتنوعة، وتتاح له الفرصة لتعلم أشياء جديدة أو ربما إعادة النظر فى وجهات نظر كانت من قبل متجاهلة، ويرسم هذا الفصل خريطة التضاريس الفكرية للتنمية المستدامة، ويتوسع الفصل الثالث فى الطروحات التى سبق تناولها فى الكتاب باستعراض أهم الجدالات والنزاعات والصراعات التى أثارتها التنمية المستدامة، كما يناقش هذا الفصل أيضا دور العلم السليم ومعناه وظهور ما يعرف بعلم الاستدامة، فضلا عن بعض النقاشات الدائرة حول التعديل الوراثى وتكنولوجيا النانو، كما يكرس الفصل أيضا بعض المساحة لإيجاز مفهوم مجتمع المخاطر وعلاقته الوثيقة بفهم فكرة الاستدامة باعتبارها فى نهاية الأمر فعلا سياسيا . ينتقل الفصل الرابع إلى المجالين الاجتماعى والبيئى بمناقشة حركة العدالة البيئية ومكانتها المتنامية، وإن حقيقة الفقراء والمحرومين والمستغلين يبدون دائما كضحايا جشع الشركات أو فساد الحكومات, و أحداث التاريخ تبرهن دائما على أن هناك واجبا أخلاقيا فى صميم التنمية المستدامة. ويحول الفصل الخامس محور التركيز إلى الجانب السياسى، فينظر إلى الفاعلية البشرية، وتدشين الحملات البيئية والعمل المدنى، وسياسة تمكين الأماكن والمجتمعات، يتناول الفصل السادس القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية، أيضا الجدالات المثارة حول السدود الكبرى وانقراض الأنواع والغذاء والتوسع الحضرى، ويكمل الفصل السابع الرحلة فى الأهمية المحورية للاقتصاد والأعمال، ويمضى الفصل الثامن فى كيف تصور الناس للمستقبل وكيف يتصورونه الآن ويتم تناول انجازات الاستدامة التى حققتها مدينة كوريتيبا بالبرازيل بشى من النقد والدراسة. وينتقل الفصل التاسع والعاشر إلى الربط ما بين الاتصال والتسويق ووسائل الإعلام الجديد والتعليم والتعلم كوسائل للتنمية المستدامة وجوانب متممة لها، ويبحث الجزء الحادى عشر والختامى موضوع القيادة والإدارة وذلك بإيراد أمثلة عمليه على هيئة دراسات حالة وبترسيخ فكرة القيادة والحاجة إليها فى بعض القيم والفلسفات الأساسية التى يستنير بها الحوار حول الاستدامة والتنمية المستدامة .