وصف الكتاب:
يتناول هذا الكتاب الصعوبات الكبيرة التي اعترضت مسيرة عقد المجمع اللبناني في دير سيدة اللويزة سنة 1736، وإقرار بنوده الإصلاحية، وتنفيذ هذه البنود الذي استغرق أكثر من مئة عام. ويجسّد بالتالي المشقة التي تواجه التبدّل المطلوب في الذهنيات في مسار تطوّر المجتمعات البشرية. إن مجمع اللويزة الذي لم يكن فقط منعطفًا كبيرًا في تاريخ الكنيسة المارونية والمجتمع الماروني وجبل لبنان، بل طالت نتائج إصلاحاته ومقرراته المشرق العربي برمّته، شكّل نقطة تحوّل في مسار الموارنة نقلتهم من أقلية خائفة متحصّنة في الجبال، إلى جماعة واثقة بنفسها وبما تحمله من ثقافة وعلم وأفكار حداثوية، منتشرة في حواضر القرنين التاسع عشر والعشرين البارزة. هذا الكتاب يكشف كم أن التغيير مخيف ومثار ريبة ويستوجب المواجهة، حتى لو كان فيه الخير للجماعة، وكم أن السائد مريح ومطمئن، حتى لو كان فيه خطر التلاشي والاندثار.