وصف الكتاب:
يجمع هذا الكتاب بنجاحٍ وجهات نظرٍ غالبًا ما نجهد لفصل بعضها عن بعضها الآخر. فبفضله يمكن للقارئ أن يعيش حياة قريةٍ زراعية رافدينية كبيرة في عراق الخمسينات من القرن الماضي. وبإمكانه أن يتعلّم طريقة تحضير الكُبّة التي سبق أن ذكرتها الألواح السومرية العريقة... التي تعود إلى الألفية الرابعة قبل المسيح. أو يتعلّم أيضًا المراحل الثلاث لصنع السترات والمعاطف من جلد الخروف. وسوف يجد في هذا الكتاب رؤية شاملة عن الموسيقى الطقسية السريانية التي خَبِرَها المؤلّف وحفظها عن ظهر قلب. كذلك سيكتشف في هذا الكتاب أن أصول أوروبا، قبل أن تكون رومانية أو إغريقية أو يهودية-مسيحية، ترسّخت شرق المتوسّط، وبالتحديد في بلاد ما بين النهرين. فملحمة جلجامش تُقدّم نظرة إيجابية عن المرأة وعن دورها الحضاري المتقدّم عدّة قرون على عصرنا الحديث. أما كنيسة المشرق الي كانت قديمًا أكثر أهمية من الكنيسة الغربية، فقد تأسّست قبل اللاتين بكثير حتى في الهند والصين. وخصوصًا أنّها لم تبحث عن فرض لغتها وثقافتها على تلك الشعوب بل تعاملت معها بكلّ احترام. ففي نظرها بإمكان كلّ شعب بفضل الروح كما في العنصرة أن يسمع الله يتكلّم بلغته الخاصة. لأن دور الروح أساسي في الليتورجيا وفي اللاهوت كما في فهم الجماعة المسيحية. وهذا عنصر لا غنى عنه لفهم كنيسة المشرق. يتّحفنا الكاتب أيضًا بنظرته إلى الأشياء التي يتمسّك بها بما في ذلك حضارتنا الخاصة، بقيمها وحدودها. وبذلك يقدّم لنا نظرة مختلفة لإنسانٍ عاش الحضارتين واختبرهما. وقد قدّم لهذا الكتاب كلّ من الأب سهيل قاشا الذي تعرّف إلى الكاتب في قره قوش قبل نحو ستين عامًا، ورئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام حامل همّ الثقافة السريانية ومشعلها.