وصف الكتاب:
عانت "جايمي" مشكلات الوزن معظم سنوات حياتها. ففي بعض الأحيان، كانت تتخطى وزنها المثالي بقليل، وفي أحيان أخرى كانت تتخطى وزنها المثالي بخمسة كيلوجرامات، لكنها كانت تتمكن دائما من استعادة وزنها المثالي عن طريق اتباع حمية صارمة. بلغت "جايمي" ٤٥ عاما، وفجأة بدأ وزنها الزائد الذي كانت تتمكن من التخلص منه عن طريق الحمية في الثبات، وتحولت الكيلوجرامات الخمسة الزائدة إلى سبعة كيلوجرامات... ثم إلى عشرة كيلوجرامات. وإلى جانب مشكلات الوزن، ظهرت على "جايمي" أعراض أخرى مقلقة. فعلى سبيل المثال، بدأ ينتابها ما سمته بـ"لحظات الشيخوخة"؛ حيث أصبحت تنسى الأسماء والحقائق وأرقام الهواتف؛ وبدأت تشعر بالتيه وعدم التركيز؛ كأن تدخل غرفة لإحضار شيء ما فتعجز عن تذكُّر هذا الشيء. بالإضافة إلى ذلك، بدأت "جايمي" - التي كانت متفائلة ونشيطة دوما - تعاني نوبات متكررة من الشعور بالفتور والحزن وفقد الأمل. وعلى الرغم من أن "جايمي" وزوجها تمتعا دائما بعلاقة عاطفية جيدة، فإنها بدأت تفقد اهتمامها بعلاقتهما الحميمة. ونظرا لشعور "جايمي" بالإحباط، ذهبت لزيارة طبيب، أملا في أن تتعلم بعض أسرار فقدان الوزن، وأن تحصل على مساعدة الطبيب لحل مشكلاتها الأخرى. فلم يكن من الطبيب إلا أنه نصحها بتناول كميات أقل من الطعام وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، وأخبرها بأنها تحتاج إلى مزيد من قوة الإرادة والتحكم في النفس. وقال الطبيب لـ"جايمي" محذرا: "إذا لم تنتبهي، فسوف تستمرين في اكتساب المزيد من الوزن، وهذا شيء طبيعي؛ لأنك بدأت تدخلين في سن انقطاع الطمث. وإذا كنت تشعرين بالحزن، فبإمكاني أن أصف لك دواء مضادّا للاكتئاب، لكن ليس هناك ما يمكنك فعله حيال المشكلات الأخرى، فكلها جزء من عملية التقدم في السن". منذ المرحلة الثانوية، تمتع "مارتن" بالحيوية والنشاط، حيث مارس لعبة البيسبول في مرحلة المراهقة حتى بعد التحاقه بالجامعة، ومارس الركض في العشرينات من عمره، وبدأ ممارسة التمارين في الصالة الرياضية بانتظام في الثلاثينات من عمره. وبسبب وظيفة "مارتن" ذات الضغوط العالية كمحامٍ في إحدى الشركات، كان يعتمد على التمرينات كوسيلة لتخفيف هذا الضغط. وكان "مارتن" يشعر بالقوة والصحة معظم الوقت، باستثناء فترات قصيرة يصاب فيها بالبرد أو الإنفلونزا. لكن في أوائل الأربعينات من عمره، بدأ "مارتن" يعاني حالة متقدمة من عسر الهضم، حيث أصبح يعاني الغازات والانتفاخ بعد كل وجبة تقريبا، وأصبح يعاني الإمساك بصفة مستمرة. ولم يمر وقت طويل حتى لاحظ "مارتن" أن البرد والإنفلونزا اللذين كان يصاب بهما نادرا ولفترات قصيرة، أصبحا ضيفين مستمرين، ويظلان فترات أطول. وبعد عدة سنوات، أُصيب "مارتن" بالتهاب في مفصلي ركبتيه، وكانتا تؤلمانه لدرجة أنه كان يمشي بصعوبة أحيانا. وفي محاولة لعلاج كل هذه الأمراض، وصفت طبيبة "مارتن" له دواء نيكسيم لمشكلات المعدة، ودواء زيرتيك للبرد، ودواء أدفيل لالتهاب المفاصل. وفي كل مرة كان "مارتن" يسأل طبيبته عن سبب إصابته بكل هذه المشكلات الصحية، كانت تجيب: "ليس هناك ما يدعو إلى القلق. ويبدو أن هذا النوع من المشكلات يظهر فجأة مع التقدم في السن". اعتادت "أندي" البالغة من العمر ثلاثين عاما الافتخار دائما بعدم معاناتها أية مشكلات متعلقة بالوزن. وفي الوقت الذي كانت فيه صديقاتها مهمومات بالحميات الغذائية، كانت "أندي" تلتهم شطائر النقانق والكعك المحلّى ورقائق الناتشوز والبيتزا. وكانت "أندي" سبّاحة ماهرة، لذلك كانت تمارس تمرينات قاسية يوميّا. وقبيل إتمام عامها الثلاثين، حصلت "أندي" على ترقية كبيرة في وكالة العلاقات العامة التي تعمل بها، وأصبحت تحصل على راتب لم تكن تحلم به؛ لكنها أيضا أصبحت تعمل بمزيد من الجد، وتحظى بعدد ساعات أقل من النوم، وبدأت تشعر بالضغط أكثر من أي وقت مضى. كذلك، بدأت "أندي" تعاني مشكلات في الخلود إلى النوم في الليل، وحتى عندما تنجح في ذلك، كانت تستيقظ في الثانية أو الثالثة صباحا وهي تشعر بخفقان في القلب، وبأن الأفكار تتزاحم في رأسها. وبطريقة ما، تمكنت "أندي" من المواظبة على ممارسة التمارين العنيفة؛ إلى أن انزلقت على رصيف جليدي، والتوى كاحلها. وهكذا لم تعد قادرة على ممارسة التمارين، وأصبحت تئن تحت وطأة الضغوط، فبدأت تكتسب وزنا زائدا للمرة الأولى في حياتها. وكانت "أندي" على يقين بأنها ستتمكن من التخلص من الكيلوجرامات العشرة الإضافية بمجرد عودتها إلى الصالة الرياضية؛ لكنها أصيبت بالحزن الشديد عندما لم تتمكن من فقدان ذلك الوزن، مهما مارست من تمارين، ومهما قللت من كميات الطعام التي تتناولها. وشعرت "أندي" بإحباط شديد بسبب هذا التدهور الشديد المفاجئ في صحتها، الذي بدا خارجا عن إرادتها تماما. وعلى الرغم من أنها كانت تبلغ من العمر ثلاثين عاما فقط، فإنها بدأت تصف نفسها بيأس بأنها: "عجوز بدينة قبل أوانها!".