وصف الكتاب:
الزيطة في حارتنا خالدة، وأخلد ما فيها صخب العيال، وخناقات النسوة، ومشاحنات الرجال، والتشاتُم هذرًا. وما ذلك الصوت والجلبة ذي إلا لأحدهم، لا بد أنه مهوش الشعر هذا، محمر العينين، نافر العروق. يتوسل إليه رهط الرجال المحيطين به بمعزتهم لديه، وحياة أولاده أن يخزي الشر فيمضي معهم خطوتين.. ثم ينتفض منهم محاولًا الرجوع، فتباغته أيديهم ممسكة فيعود يمضي، إنما لافتًا إلى الوراء يلقي شتمة أو وعيدًا، وحيث تسقط شتائمه، جمهرة من النساء، احتشدن في باحة الدار، وأحطن بامرأة تنتحب، يسوين شعرها، ويربطن عصابتها، ويلملمن مزق ثوبها، يدارين لحمها المرقش بعلامات زرقاء مكدومة وحمراء. هذه تربت مواسية، وتلك تلعن جنس الرجال كله، وأخرى تمسح على وجهها بالماء، وتستنهضها إلى دارها لحين يعرف الرجل قدرها. وبين لغطهن يترقرق نشيج امرأة مهانة لها صوت مبحوح يشكو ويشرح متقطعًا.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني