وصف الكتاب:
نضج أبناء الكارثة وتوسعت عيونهم لترى خارج هذا المكان، وسقطت منهم قشرة البراءة، ولاحظوا حقول الرمال في المرايل الخضراء لبنات المدارس، وشعروا بتوتر الأشياء فيهم، وتراجعت الأيدي التي كانت صغيرة عن لمس دراق الصدور الذي أخذ يتدور ويكبر. سَرت قشعريرة الكهرباء في الأجساد لتفتح أبواب السؤال، هي الحياة تلعب لعبتها الدائمة، انقسم الأولاد إلى قسمين بعد أن كانت أقدامهم سويًا تركل المزابل وكرات الخرق البالية معًا، فتراجعت البنات إلى داخل تلك الغرف الصغيرة لتخفي بدايات الأنثى التي كبرت عن براءة الطفولة، وبدأ نبض القلوب الصبية يشتد، الآن صاروا يدركون كيف صار لهم إخوة وأخوات، ويخجلهم أن تفرك الأمهات أجسادهم عند الحمام أمام الملأ في صحن الدار، بنت الجيران هي مفتاح خزانة الاشتهاء أيًا كانت، فهي الحب الأول كالعادة. طارت الرسائل التي كتبوا فيها كلامًا منقولاً من كتب رسائل العشاق التي تقول الكلمة التي لم يجرؤ أحد على قولها بعد في وجه فتاة، سرب البنات العائد من المدارس يفتش فيه الأولاد بعيونهم ونظراتهم عمن يمكن أن تقبل بعلاقة حب، ونجحت بعض الإشارات ونسجت قصصًا بريئة، وكبرت أنثى سارة، لكنها لم تنزوِ في الغرفة الصغيرة وتكتفي بالنظرة العابرة من الشباك، أو توقد الجسد تحت سياط الاشتهاء الجميل.