أصوات من سورية
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
عرض ومراجعة هلال عون: كعادتها كل صباح.. كانت أختي في طريقها إلى الجامعة عندما فجّر انتحاريّ سلفي وهّابي دمويّ سيارة مفخخة في محطة للحافلات، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين وطلاب الجامعات الذين كانوا في طريقهم لامتحاناتهم.. وبعد 10 دقائق فجّر انتحاري آخر نفسه في المكان ذاته مستغلاً تجمّع الناس وفرق الإسعاف.. عادة عندما يقع هجوم إرهابي نتصل بجميع أفراد الأسرة والأصدقاء للتأكد من أنهم جميعا بخير ، ولكن..!". العبارات السابقة هي جزء من حكاية، ضمن عدد كبير من حكايات مشابهة عاشها السوريون طيلة سنوات الحرب عليهم، وجاءت على ألسنتهم ووصفهم لتلك الحرب الإرهابية عليهم، ووثقها الكاتب الكندي والصحفي الاستقصائي "مارك تاليانو" في كتابه الذي نعرضه اليوم "أصوات من سورية" وترجمه إلى العربية الدكتور إبراهيم علوش، وبسمة قدور، وصدرت طبعته الأساسية عن مركز "غلوبال ريسيرتش - مونتريال بكندا"، أما الطبعة العربية فصدرت عن دار "ديلمون الجديدة للنشر والتوزيع". مارك تاليانو باحث في مركز أبحاث العولمة (مركز غلوبال ريسيرتش) زار سورية مرات عديدة خلال فترة الحرب ووثق الكثير من الحكايات والروايات والفضائح المدوية التي صنعها الغرب وإرهابيوه.. يقول في مقدمة كتابه: "إن هذا الكتاب إهداءٌ للشعب السوري القابع على خطوط المواجهة الأولى في المعركة ضد الإرهاب الدولي.. دماؤكم تسفك بسبب خطايانا ". "نحن نرى ونسمع التجربة الأليمة التي يعيشها السوريون، ونعلم أن هذه الأرض المقدسة القديمة ستنجو بالتأكيد من الغزو البربري الحالي.. سورية أرض قديمة يقطنها شعب أبيٌّ ذو رؤى مستقبلية.. لقد أرسلنا إلى هذه الأرض القديمة والمقدسة المرتزقة والكراهية وسفك الدماء والدمار". ثم يعرض المؤلف وقائع موثقة تدحض السرديات الإعلامية عن الحرب في الغرب.. يقول المترجمان الدكتور إبراهيم علوش وبسمة قدور، في تقديمهما للكتاب: "كما أن لسورية أعداء كونيين فإن لها أصدقاء كونيين أيضاً، وهذا أمر طبيعي لأن الحرب عليها ذات طابع كوني.. أما أعداء سورية فمعروفون جيداً، و أصدقاؤها فليسوا جميعاً معروفين، في هذا الكتاب يكشف الكاتب عن أصدقاء لسورية، خاضوا على مدى سنوات معركةَ دفاعٍ عنها أمام الرأي العام الغربي في مواجهة آلة إعلامية طاغية يقدمها أعداؤها". ويوضح المترجمان أن "الكتاب موجه لجمهور غربي ويخاطب حساسياته بلسان السوريين وشهاداتهم عن تجربتهم المريرة على أيدي الإرهاب المدعوم من الغرب وعن صمودهم تحت الحصار والإرهاب الاقتصادي". ويرى المترجمان أن "المؤلف قدم تأطيراً نظرياً للحرب على سورية مربوطاً بالاستراتيجيات الدولية لمشروع الهيمنة الإمبريالية على العالم وأدوات حروب الجيل الرابع، وأن المؤلف يعرض سورية كحالة ضمن إطارها الأوسع كجزء من الحرب العالمية ضد الدول والحركات المستقلة المطلوب إخضاعها، إضافة إلى عرض دور رأس المال الدولي والشركات العابرة للحدود ووكلائها في الإقليم الذي تقع سورية في قلبه، سواء كانوا أنظمة أو جماعات تكفيرية أو منظمات غير حكومية". عمل المؤلف - كما يرى المترجمان - على تفكيك المقولات الإعلامية التي تم توظيفها لتبرير الحرب واحدةً تلو الأخرى، ابتداء من مزاعم «إطلاق النار على المتظاهرين السلميين»، و«حكومة الأسد تقتل شعبها» ، و«الطفل عمران»، و«صور قيصر»، و«شرق حلب» ودرعا والأسلحة الكيميائية ..الخ ، وصولاً إلى مزاعمهم في الحرب على الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان واللاجئين السوريين، يرافق ذلك كله توثيق للدعم الذي قدمه الغرب للإرهابيين. ويضيف المترجمان أن "المؤلف يربط بين سياقات حروب أمريكا، بدءاً بحصار العراق، ثم غزوه وغزو ليبيا وبين ما جرى في سورية من جهة أخرى ليخلص في المحصلة إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يمثل الكيان الصهيوني محوره". يحتوي الكتاب على مقدمة بقلم البروفيسور "مايكل تشوسودوفسكي" من أربع صفحات، وتمهيد من أربع صفحات أيضاً، ويضم ستة فصول، حملت العناوين التالية: - الفصل الأول: بأصواتهم. - الفصل الثاني: الخديعة الكبرى المتمثلة بالحرب ضد الإرهاب.. واشتملت على عنوانين آخرين هما "الإمبريالية وسورية" و"رأس المال الدولي وسورية". - الفصل الثالث: "النزعة الإنسانية الزائفة كغطاء للجرائم". - الفصل الرابع: "جرائم الغرب بحق القانون والنظام الدوليين". - الفصل الخامس: "الأكاذيب والجرائم.. التلاعب الإعلامي والقمع المجتمعي". - الفصل السادس: "السوريون يدعمون وطنهم"، ويتضمن هذا الفصل أيضاً العناوين التالية: "السوريون والجيش العربي السوري".. " السياسيون الغربيون يدعمون الإرهاب".. "وسائل الإعلام الأساسية فاسدة حتى النخاع". وينتهي الكتاب بخاتمة من عشرين صفحة تتضمن موقف الكاتب وتقييمه، بالإضافة إلى عرض للمراجع التي استهلكت ٣٠ صفحة. في المحتوى.. بدلاً من التلخيص المعتاد في مثل هذه القراءات سأختار نماذج من كل فصل تعطي القارئ صورة أمينة عن المحتوى وتبعد الآراء الانطباعية أو أي خلل قد يُحدثه التلخيص. ورد في مقدمة البروفيسور "مايكل تشوسودوفسكي": "الجميع في سورية يعرفون أن واشنطن تقف وراء الإرهابيين وتمولهم هي وحلفاؤها وأنه يتم تدريبهم وتجنيدهم من قبل شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فقد قامت السعودية وقطر بتمويل إرهابيي داعش والنصرة بالنيابة عن أمريكا ، بينما قامت إسرائيل بإيواء الإرهابيين انطلاقاً من حدود هضبة الجولان السورية المحتلة. أما حلف شمال الأطلسي فقد شارك بالتنسيق مع القيادة العليا التركية منذ آذار 2011 في ترتيب عملية تجنيد الإرهابيين الذين تم إرسالهم إلى سورية. وقامت القوات الخاصة الغربية والمستشارون العسكريون بدمج ألوية تنظيم داعش في كل من سورية والعراق مع بعضهما. ومع ذلك يُساق الرأي العام الغربي لتصديق أن أمريكا تقود حملة لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق ضد تنظيم داعش، وهو كيان أنشأته ودعمته الاستخبارات الأمريكية" . في الفصل الأول المعنون "بأصواتهم" المكوَّن من (19 صفحة) يوثِّق الكاتب وقائع مأساوية على ألسنة السوريين، يقول المؤلف: سأختار لكم منها نماذج قصيرة.. • "مآسي الحرب على سورية مروّعة، والمواطن عمار، ليس استثناء، وهذه قصته: " كعادتها كل صباح كانت أختي في طريقها إلى الجامعة عندما فجّر انتحاريّ سلفي وهّابي دمويّ سيارة مفخخة في محطة للحافلات مما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين وطلاب الجامعات الذين كانوا في طريقهم لامتحاناتهم.. وبعد 10 دقائق فجّر انتحاري آخر نفسه في المكان ذاته مستغلا تجمّع الناس وفرق الإسعاف.. عادة عندما يقع هجوم إرهابي نتصل بجميع أفراد الأسرة والأصدقاء للتأكد من أنهم جميعا بخير، ولكن هذه المرة لم يجب أحد !.. بدأنا بالبحث عنها في المستشفيات.. الصدمة كانت في المناظر الدموية هناك.. كانت هناك العديد من الجثث المحترقة والأشلاء البشرية المتناثرة على الأرض.. هناك رأيت أختي، جسداً بلا روح". • "ليلي مارتن" أمريكية مقيمة في سورية تقول: "لقد أشرفت هيلاري كلينتون شخصياً على نقل الأسلحة من ليبيا إلى تركيا لاستخدامها من قبل الإرهابيين المدعومين أمريكياً الذين دمّروا منزلي في 21 آذار 2014، وقطعوا رؤوس جيراني واغتصبوا السيدات المسنات اللواتي خُطفن وأُخذن إلى تركيا ودمّروا قرية كسب السورية بكاملها.. هذه ليست إشاعة.. إنها حقيقة وقد تم توثيق ذلك جيدا". شهادة مارتن حول ما حدث لها في منطقة كسب أكدها شاهد عيان آخر هو الدكتور " ديكلان هايز": • " لقد بدأ انحدار كسب إلى الجحيم عند الساعة 5،30 صباحاً، على وجه التحديد، في 21 آذار 2014 عندما أمطر قصف لا يرحم من الجانب التركي للحدود مع سورية القرية غير المحمية، مما لم يصب سكانها بالذعر فقط ، بل راح ينذرهم بنهاية العالم التي كانت على وشك أن تحل بهم".. "اجتاز الحدود أكثر من 20 ألف متشدد من "جبهة النصرة" و"الجيش السوري الحر"، وعدد من الجماعات المتطرفة الأخرى، مستخدمين دراجات نارية وشاحنات صغيرة وسيارات إسعاف غربية تم تحويلها إلى ناقلات جنود وذخائر لهذه الحرب الخاطفة".. "وعلى الرغم من التفوق العددي الكبير أبقت القوات السورية (الجيش العربي السوري) المسلحة بأسلحة خفيفة قطعان المسلحين الإرهابيين خارج منطقة كسب ريثما يتم إجلاء السكان".. لقد هرب الناس من جميع الطوائف والأعراق من المنطقة حفاظاً على حياتهم من أولئك المتطرفين الذين ما يزال الإعلام الغربي يصفهم ب "المحررين التقدميين"!.. "دنس "المحررون" بشكل منهجي جميع كنائس كسب، وحفروا قبور القرية ونثروا عظام الأموات حول المدينة كي تقتات عليها الكلاب الضالة"!. • ويضيف الكاتب حكاية أخرى مؤلمة: "لقد سرد كل من "بيبكن دجوريان" وزوجته حالة مريرة يصعب تصور وطأتها عليهما، إذ أعدم الغزاة ابنهما الوحيد أمامهما، وتركوه يتعفن لمدة ثلاثة أيام في الشمس، قبل أن يرموه مثل الكلب - بحسب وصفهما- في حفرة حفروها على عَجَل في بستان التفاح الذي يمتلكه الوالدان".. "وتم بعدها احتجاز الوالدين قسراً في تركيا لأربعين يوماً، حيث أحضر الخاطفون السفيرَ الأمريكي في تركيا ليبدي إعجابه بطريقة معاملة الخاطفين "الإنسانية" للمخطوفين"!. ويؤكد "صموئيل بولاديان" الذي يعيش على بعد 200 متر فقط من مركز للشرطة التركية أن "تركيا هي التي قادت الهجوم على كسب". • ونقرأ في الفصل الأول من الكتاب أيضاً: يصف "فرانكاين لامب" (صحفي كان مع عناصر الجيش في عدرا العمالية) المشهد بقوله: "بدأ المتمردون بمهاجمة المراكز الحكومية، وهاجموا مركز الشرطة، حيث قُتل جميع رجال الشرطة بسبب كثرة المهاجمين.. ثم توجه المهاجمون إلى العيادة، حيث ذبحوا أحد أفراد الطاقم الطبي ووضعوا رأسه في السوق الشعبي، ثم سحلوا جثته أمام سكان البلدة الذين تجمعوا لمشاهدة ما يجري".. "أما عمال المخابز الذين رفضوا تسليم مخابزهم فقد تم تحميصهم في فرن المخبز ذاته".. "لقد مضى مقاتلو جبهة النصرة والجبهة الإسلامية من منزل إلى منزل مع قائمة بالأسماء، ولم يشاهد أي من أولئك الذين تم أخدهم من منازلهم منذ ذلك الحين.. "عندما حاول الجيش العربي السوري دخول عدرا راح الإرهابيون يرمون النساء والأطفال من بين عشرين ألف شخص تم أسرهم من الطوابق العليا أمام الجيش" . في الفصل الثاني المعنون ب"الخديعة الكبرى المتمثلة بالحرب على الإرهاب" يقول المؤلف: "إن الحرب العالمية على الإرهاب، هي خديعة كبرى، إنها، حرفياً، حرب عالمية من أجل الإرهاب، فالإمبراطورية تخلق وتستخدم وكلاء لها لتحقيق أهدافها، بما في ذلك داعش والنصرة.. وممالك الخليج وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي - بما في ذلك تركيا بالطبع - متورطون في المؤامرة لفرض تغيير النظام في سورية بشكل غير قانوني وبأي كلفة".. "وبينما يقول الغرب إنه يحارب الإرهاب فإنه في الواقع يخلق الإرهاب ويساعده ويديره ويغذيه". "الامبريالية وسورية".. وتحت عنوان: "الامبريالية وسورية" يرى الكاتب أن المحافظين الجدد في الغرب يريدون تدمير منطقة الشرق الأوسط من اجل السيطرة عليها.. وتحت لواء مشروعهم الامبريالي (الشرق الأوسط الجديد) يستهدفون كل القيم التي يتباهون بها..". ويؤكد الكاتب أن "الغرب الامبريالي متوحش وبربري وليس إنسانياً عندما يتعلق الأمر بتنفيذه مشاريع الهيمنة و التوسع، فهو يخطط ويعلم النتائج المترتبة على حروبه وحصاره، ولا شيء يحدث صدفة عنده، وعندما قتلوا، بسبب حصار العراق، 500 ألف طفل دون سن الخامسة، وأكثر من مليون شخص آخرين، لم يرف لهم جفن بل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت: إن (الثمن الذي نريده) يستحق هذا العناء"!. ويرى المؤلف أن "الغرب يستهدف الأبرياء، بمن فيهم الأطفال بهدف إضعاف الروح المعنوية للبلدان التي يكون على وشك غزوها ". ويتحدث الكاتب عن " تدمير الغرب لمقومات الحياة لدى الدول التي يستهدفها، ومن ثم محاصرتها وتجويعها بطريقة عمل العصابات". وفي هذا الإطار يقول المؤلف : لقد لاحظ الكاتب و الباحث والأستاذ الجامعي ، ومترجم الكتاب الدكتور إبراهيم علوش ما يلي: " إن أمريكا - بقانون قيصر - تسعى إلى اغتيال سورية ومعاقبة شعبها جماعياً، حيث تمنع المليشيات التابعة لكل من أمريكا وتركيا بيع القمح والشعير من قبل الفلاحين السوريين شرق الفرات إلى الدولة السورية ، كما شارك الطرفان في إشعال الحرائق في المنطقة في محاولة للقضاء على محصول سورية الاستراتيجي من القمح والشعير.. وقد باتت الحرائق حدثاً سنوياً متصاعداً قبل وأثناء موسم الحصاد.. وفي الآونة الأخيرة تم حرق ملايين أشجار الزيتون المثمرة مباشرة قبل أوان قطفها في الساحل السوري ومناطق أخرى من البلاد، وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية". ويضيف الكاتب نقلاً عن الدكتور إبراهيم علوش أيضاً: " أن الولايات المتحدة ووكلاءها يسيطرون على 90% من آبار النفط ، وعلى 50% من آبار الغاز السورية، وأن أمريكا تنهب هذه الآبار بطريقة المافيات" "رأس المال الدولي وسورية".. تحت العنوان السابق يقول الكاتب إن " الرأسمالية المفترسة محرك خفي للبربرية الغربية.. وسورية تقف في الخطوط الأمامية ضد أيديولوجيا شركات العولمة، ولهذا فسورية تقف ضد وكالات الموت والدمار الغربية، وقوى الظلام بالنيابة عن البشرية جمعاء ". ويضيف: "إن الحرب العالمية على الإرهاب هي خديعة.. إنها حرفياً حرب عالمية من أجل الإرهاب وبينما يقول الغرب إنه يحارب الإرهاب فإنه في الواقع يخلق الإرهاب ويساعده ويغذيه ". ويحدد البرفسور "مايكل تشوسودوفيسكي" (مؤلف كتاب حرب أمريكا على الإرهاب) القوة الخفية الكامنة خلف هذا النظام الغربي، وهي: البنوك العالمية. والمؤسسات المالية. والمجمع الصناعي العملي. وعمالقة النفط والطاقة. وتكتلات التكنولوجيا والأدوية . وعمالقة الإعلام والاتصالات الذين يختلقون الأخبار ويؤثرون على مجرى الأحداث العالمية". "سمات العولمة الامبريالية".. وتحت هذا العنوان يقول المؤلف: "من سمات العولمة الإمبريالية التلاعب الإجرامي بالشعوب والأحداث من أجل منفعة قلة قليلة، وهي تتضمن حملة معلومات مضللة حول المساواة والمنافع والتنمية الاجتماعية والقانون وتحسين مستوى المعيشة، وما إلى ذلك.. يتم نشر المعلومات المضللة من قبل المصادر الإخبارية الموثوقة، ولكن بأيدي الشركات الخاصة العملاقة والغنية". وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان: "من دلائل خداع الغرب ووحشيته" يتابع المؤلف عرض نماذج من نفاق الغرب وغطائه الإنساني لأعماله الوحشية والإجرامية. ويطرح مثالاً على ذلك "كندا" والدور المزدوج والخبيث لقادتها الذين يستقبلون النازحين السوريين، ولكنهم يقدمون الأسلحة للدول المشاركة بالحرب على سورية..! ولهذا الغرض يقدم الكاتب بالأرقام نتائج ونسب المشاركة في انتخابات مجلس الشعب السوري عام ٢٠١٤ والانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦ والتي بلغت نسبة التصويت فيها للرئيس الأسد ٧ ، ٨٨ بالمائة.. ثم يقول "إن الدكتاتوريين المتوحشين الذين يقتلون شعوبهم لا يحظون بمثل هذا النوع من الدعم من شعوبهم". وللتدليل على خداع الحكومات الغربية ونفاقها يستعرض المؤلف واقع العراق وليبيا قبل الحرب عليهما وتدميرهما، ويعرض لواقع التعليم الجيد والمجاني والخدمات الصحية المجانية ومستوى المعيشة الجيدة بحسب مؤشرات مراكز دولية متخصصة. الخوذ البيضاء وأطباء بلا حدود!! وللغرض نفسه أيضا يلفت الكاتب إلى ما نشره البرفيسور "تيم اندرسون" عن أن الإرهابيين الغربيين هاجموا باستمرار المستشفيات السورية وبين عامي ٢٠١١ و٢٠١٢ هاجموا ٦٧ مشفى وطنياً من أصل ٩٤ مشفى من البلاد.. وكتبت "جيل مالون" عن مشفى الكندي قائلة: هذا المبنى الظاهر في الصورة تم تحويله من مشفى حديث يخدم المجتمع مجاناً إلى مكان للموت.. كل ذلك تحت رعاية منظمة أطباء بلا حدود!. ويعرض الكاتب لفضائح موثقة بالفيديو لجماعة الخوذ البيضاء الذين تركوا وراءهم أدلة كثيرة حين التحقوا بزملائهم القتلة في إدلب.. تلك المقاطع نشرها الصحفي الاستقصائي الفرنسي "بيير ليكوروف" لمنطقة الصاخور المحررة في حلب، تتحدث عن مجلدات وتظهر أن جماعة الخوذ البيضاء مرتبطين بتنظيم القاعدة. ويعلق المؤلف ساخراً: "الغرب منحهم جوائز الاوسكار"!!. كذلك يتحدث الكاتب عن حرمان ستة ملايين مواطن من دمشق من مياه الشرب بما يتعارض مع اتفاقيات جنيف وذلك بتفجير مصدر مياه الشرب الوحيد (عين الفيجة).. وذلك بدعم من الغرب. كما يتطرق إلى قصة الطفل عمران والكذب الدعائي للإرهابيين والغرب.. وفضح والد الطفل لأكاذبيهم ويذكر أيضا ما حدث لتدمر عروس الصحراء من تخريب ودمار.. ويعرض بشكل توثيقي لمعاناة أهل حلب على ألسنة الناس وتحرير الجيش السوري لها بعد أن كان الإرهابيون بالآلاف يحاصرونها ويرمونها بقذائف الموت بشكل يومي. ويدعو الكاتب في نهاية الفصل لاتخاذ خطوات تحقق السلام وتنهي التضليل على النحو الذي حدده مجلس السلام الأمريكي الذي دعا إلى وقف التدخل بشؤون سورية ورفع العقوبات عنها. في الفصل الرابع "جرائم الغرب بحق القانون والنظام الدوليين" يقول المؤلف يتبع الإعلاميون المأجورون لوسائل الإعلام الرئيسية في طريقة تأجيج حوادث الإبادة الجماعية السيناريو المألوف، وهو سيناريو يتمثل في لوم الضحية على الجرائم التي ارتكبتها الدول المعتدية بحقها..!. إرهابيو الناتو على سبيل المثال يحتلون سورية ويحملون الحكومة السورية في وسائل إعلامهم المسؤولية على الكوارث التي تلت غزوهم. ويشير الكاتب إلى عمليات شيطنة الرئيس الأسد بشكل مخادع من أجل قبول حرب يشنها معتدون مكلفون بتدمير سورية كي يتمكن الغرب لاحقاً من توسيع نطاق الدمار بهدف تفويضه تحت عنوان «مسؤولية الحماية» أو «فرض منطقة حظر طيران»، حيث يتعهد الغرب بحماية السوريين من إرهابييهم أنفسهم!!. إنها عملية نصب واحتيال على طريقة المافيا. ويتحدث الكاتب عن عدد كبير من جرائم الإرهابيين التي تم توثيقها والتي تتجاهل وسائل الإعلام الرئيسية الغربية نشرها.. ويعرض أيضا التعاون بين المخابرات الأمريكية والممولين في السعودية وقطر والمدربين في تركيا بهدف الإطاحة بالحكومة السورية تحت برنامج مشفر باسم «خشب الجميز»..!. كما يعرض لأنواع الأسلحة التي تم شراؤها للإرهابيين، وبينها صواريخ تدمير الدبابات. في الفصل الخامس "الأكاذيب والجرائم التلاعب الإعلامي والقمع المجتمعي" يقول المؤلف: "إن التغطية الإعلامية الإجرامية خلقت حالة من البلاهة السياسية الجماعية بين متابعي وسائل الإعلام الغربية فأصبحت تصورات الجمهور بأن الرئيس الأسد والسوريين هم الأشرار بيمنا الإرهابيون والغزاة هم الأخيار"!. ويضيف: "إن الخوذ البيضاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان و«آفاز» ليست سوى قلة من المنظمات غير الحكومية الفاسدة التي تقلب الحقائق بشأن الحرب على سورية وإن الخوذ البيضاء هي منظمة من صناعة "وول ستريت" تقودها وتمولها بريطانيا وأمريكا لإعطاء غطاء إنساني لجماعات القاعدة"!. ويعرض الكاتب في هذا الإطار كيف يعامل الغرب الإعلامي الحر، فيقول: "لقد نشر تيم اندرسون الصحفي الاسترالي ما يلي: في بلدي استراليا، رأينا رواية واحدة عن الحرب على سورية وما يرتبط بها من رقابة حربية على وجهات النظر المخالفة.. وعلى الرغم من أنني كتبت أكثر من أي أكاديمي استرالي عن الصراع في سورية، فقد تم إدراجي فعلياً في القائمة السوداء في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة لأن ما أقوله لا يتناسب مع الخط الرسمي"!!. ويعرض الكاتب أيضا جملة من شهادات السوريين وعدداً من وثاثق ويكيليكس كما يعرض قائمة بالمجازر التي ارتكبتها أمريكا والغرب في سورية وجمعتها المترجمة بسمة قدور. في الفصل السادس "السوريون يدعمون وطنهم" يقول المؤلف: "قبل الحرب الغربية القذرة المخطط لها مسبقاً على سورية كان السوريون يحترمون ديانات بعضهم البعض، فالسوريون شعب متعلم تعليماً جيداً، وقبل الحرب كانت مستويات الأمية منخفضة جداً.. يعلم السوريون أنهم يحمون وطنهم من أولئك الذين يسعون لفرض الفكر الوهابي المتطرف غير الإسلامي". ويتحدث الكاتب عن أحداث معلولا ونهب وتدمير مزار القديسة تقلا الأثري قبل أن يدحرهم الجيش العربي السوري ويقدم لأجل ذلك مائتي جندي وضابط. ويضيف الكاتب: "إما أن يصبح أهالي معلولا وهابيين مثلهم أو يتم قتلهم هذه هي الأيديولوجيا الأساسية لثورتهم". ويضيف: " يدعم السويون جيشهم، فنقاط التفتيش العديدة التي قد تؤخر حركة المرور هي موضع ترحيب لدى السوريين الذين يعلمون أن هذه الحواجز لحمايتهم، وكثيراً ما تربطهم علاقة مودة واحترام بالجنود. وأخيرا يتحدث الكاتب عن عمليات المصالحة فيقول: موقف الغرب رافض لها مما دفعه إلى الطلب من قيادات التيارات الدينية المتطرفة إصدار فتاوى بقتل من يدخل المصالحة، حيث دخل ٢٠ ألف مسلح سوري حتى عام ٢٠١٦"!.
