وصف الكتاب:
و على غلافه نقرأ:- "ولا يسعني بعد كتابة هذه الصفحات التي بقيت في الذاكرة، إلا أن أذكّر بكلام للزعيم وجّهه لي خلال أحد اجتماعاتي به، علّ القارئ يستخلص منها ما يؤكّد أن الحركة السورية القومية الاجتماعية، هي حركة فكر نهضوي لا انهزام فيه، يتوحّد فيه المسلك مع الفكر". و متّى أسعد مؤرخ لا كاتب سيرة. فسيرته الشخصية تأتي، على أهميتها، في المرتبة الثانية من سياق الأحداث، لأنه يتحدث عن كل ما جرى حوله لا عن نفسه فقط. ويعطي نفسه الأهمية الثانية من الأحداث. إنه يرافق التاريخ ولا يقفز فوقه، تحس من خلال كتابته الصادقة البريئة أن هذا الرجل مؤرخ بطبيعته، لا يتعمّد ولا يتشاطر ولا يخترع القصص والبطولات الوهمية. تصدقه وتقتنع بما يسرده أو لا… ولكنك لا تستطيع إلا أن تحترم صدقه وأمانته وأخلاقه. متّى أسعد واحد من أولئك الجنود المجهولين الذين من خلال صدقهم وتجرّدهم وعفويتهم صنعوا تاريخ العالم في أوطانهم والذين جعلوا من هذا التاريخ إرثاً حياً للأجيال المقبلة والتي أخبر عنها سعاده بقوله إنه يدعو إلى رسالته أجيالاً لم تولد بعد. مثلنا جميعاً، ينتظر متّى أسعد أن يعود فجر النهضة فيشرق من جديد متألقاً منطلقاً، قائداً معلماً هادياً للبشر كما كان منذ فجر التاريخ. وإن هذه الفلسفة التي يعبّر عنها هذا الإنسان بعفوية وكبر ومحبة وضعها المعلم العظيم والزعيم الخالد وسقاها بفكره وعقله وجهاده وأخيراً… بدمه!