وصف الكتاب:
اتخذت المؤلفة أحداثها من الهجرة القسرية من مجتمع الولادة والشباب إلى مجتمع غريب؛ طلبًا للأمان والنجاة والعيش الآمن، مع ما يصاحب هذه الهجرة القسرية من مصاعب نفسية ومضاعفات القلق والتوترات التي ترافق الهجرة من مجتمع شرقي محافظ إلى مجتمع غربي مختلف. من رواية «بغداد نيويورك» «صوت قطرات المطر تتساقط، أسمعه من خلال نافذة غرفتي المطلة على بستان كبير، مليء بالأشجار الباسقات، تحمل ثماراً أعنس َالزمن شكلها وأصبحت بعداد المحالين على التقاعد، تُمعِن بالتناثر على الأرض لتثبت للآخرين أنها ما زالت أنثى، وما زال الذكور يعشقونها، وما زالت قادرة على الإنجاب. هذه الأشجار بعثت بي الرغبة للكتابة، فهي مصدر للحب والعطاء .تشكّل أهم الأحياء التي تملأ هذه المدينة المكتظة برائحة السبات، لا شيء يبعث على الحياة سواها. وإلا ما الذي يدفعها للبقاء كل هذه السنين صامدة بوجه عواتي الريح والثلوج والرعد؟.. الناس هنا يشيخون كأنهم لا ينجبون، كأن عجلة الزمن توقفت، وأن السكان عجائز ليست الأشجار لوحدها بل الناس أيضاً. كثرة ترحالي وحلّي في دول كثيرة ومدن مختلفة، أفقدني الشعور بأن لي تأريخاً، وأن حياتي زاخرة بالأهل والأصدقاء. أسرتي لا تهوى الاستقرار في بلد واحد مدة طويلة، يتنقلون كثيراً حسب مصالحهم المعيشية، تارة طلباً للعلم، وأخرى للعمل وثالثة هروباً، ورابعة لجوءً، اعتدنا حمل تاريخنا حقائب، نزِنها بالمطارات على أنها أمتعة… في دراستي الجامعية، آليت على نفسي أن لا أقيم علاقة خارج نطاق الزمالة، اقتصرت علاقاتي على الصداقات مع البنات من الزميلات، لا أذكر أنني صافحت يوماً رجلاً، أطرافي باردة دائماً وكفي تبحث عن دفء، تلتجأ غالباً للانحشار في جيب معطفي. لم يستطع قاسم مجيد خلال الثلاث سنوات التي عرفته ، أن يجعلني أغرم به، رغم محاولاته المستميتة، رغم جمال أشعاره التي كان يكتبها لأجلي حصراً، كان يكتب الدارمي على غلاف كتابه يقول..».