وصف الكتاب:
".. تغمض عينيها للحظات؛ فتتراءى لها ذكرى خانقة وسط موجات ترددها، يا الله! لكم تمقت تلك الذكرى، تحاول إبعادها دون جدوى، ولكن يبدو أنها تصر على الحضور، فها هي تنقض عليها الآن.. صور انهيارها عقب رحيل عمر بشهر، أضواء المستشفى، أنابيب المحاليل، نوم متقطع تسترقه ببعض العقاقير، العودة إلى البيت، إيمان بجانبها تربت على وجهها وتتعجب من لفتاتها الوجلى جهة حجرة النوم، تندهش من انتفاضاتها ومن نظراتها الزائغة.. "لِمَ أنتِ خائفة هكذا سارة؟ من أي شيء ترتجفين حبيبتي؟".. تنتفض هي أكثر، تكثر من اختلاس نظرات الرهبة جهة تلك الحجرة، إيمان تحتصنها.. تطمئنها.. "كل شيء سيكون بخير سارة.. لا تخشي شيئًا حبيبتي" ثم في النهاية.. ترتحل إيمان، صوت خطوات تقترب في تؤدة، في ثقة، تتضخم الرهبة داخلها.. تحتلها، أنفاسها تتخبط بالداخل، تجاهد للخروج، إن آسر أمامها الآن، يمد يده ويمسكها، تطالعه من أسفل بخوفٍ يرتجف، يجذبها برفق.. "لاتخافي، تعالي معي"، تلتصق بالأريكة أكثر، فيزيد من حدة رفقه الخاص.. ". ............... ................ ................ .............. ..............