وصف الكتاب:
رغم الصمت الذي يلف المكان.. خرج مسرعًا من زاوية النسيان، وبيديه زهيرات الإقحوان. يناديني..أين حقيبة الألوان، ووهج العناق؟ أرتضيتِ ليَ المنفى؟! وبعثتِ بطائر الغباء لأنسى الكلام؟ أذاب منكِ الجموح؟ ذاك الذي لم تألفه يومًا عيناكِ!! أخذ بتلابيبي ومرَّ بي على رصيف الذكريات؛ فشاهدتُ مزيج الفرح والبكاء.. الصمت والاحتراق.. قصاصات اللهفة والأشواق، وقطرات الحبر على الأوراق. وشاهدتُ يختًا يجوب البحار.. كُتِبَ عليه "السِّلم والحرب في هاتين العينين". ثم توقفنا أمام نخلة كبيرة على امتداد الصحراء.. باسقة ومنها بدت الثمار.. شق صدري، وأخرج قلبي، وأخذ منه البينة.. وغرسها في النخلة ثم قال: "رسوخ النخل يفوق عمر الإنسان.. شجرة مباركة كانت يومًا سببًا للبقاء.. رمز الثبات في الصحراء. لا تقلقي، واصغي لألق هذه النخلة باستمرار..". ثم استدار "الحنين" وتركني. رحل عني لغير ذات المكان، بعيدًا.. عن "أبادماك". ................... ................... ....................