وصف الكتاب:
أنظر إلى صفحة النيل الصافية فتخرج من بين ضلوعي تنهيدة عميقة.. تشعرني أن ما بداخلي بركان قد انفجر بعد أن ظل كامنًا مكتومًا لآلاف السنين، وأن أنفاسي ما هي إلا حمم تقذف نيرانًا ولهبًا يكاد يحرق كل من حولي، ثم تظهر صورتها أمامي على صفحة المياه الصافية تتلاعب بها الأمواج، كما يتلاعب الشوق بقلبي، ثم أسمع صوتها العذب يرن بأذني.. فأنتفض من مكاني وأقف ممسكًا بالسور الحديدي المطل على النيل أبحث عنها كالمجنون، متشوقًا إلى عينيها الساحرتين إلى عطرها الساكن بداخلي، إلى أنفاسها الدافئة.. ثم أفيق فجأة لأجدني وحيدًا بين ذكرياتي؛ فأعود مرة أخرى إلى مقعدي واضعًا رأسي بين كفيّ متعجبًا من هذا القدر الذي يتلاعب بآمالي وأحلامي، وكأنه رسام محترف، يعبث بريشته قليلًا فتظهر ابتسامتي وأغوص في بحر السعادة حتى ألامس أعماقه، ولكنه سرعان ما يتذكر أن هذه الابتسامة لا تليق بملامحي العابسة.. فيمسح ما رسمه ويعيدني مرة أخرى إلى دموعي وأحزاني... ................. .................. .................. ....................