وصف الكتاب:
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم النيان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم وبعد. فقد وهب الله الإنسان عقلا ميزه به عن سائر المخلوقات، وأعطاه القدرة على توسيع معارفه، ولا يتأتى له ذلك إلا عن طريق التعليم؛ ولذلك أدركت الأمم عبر العصور أهمية التعليم ودوره في ازدهار الشعوب وتقدمها، وقد شهدت العصور الأولى تطوراً متبايناً في الاهتمام بالتعليم والعلماء، إلى أن جاء العصر العباسي الأول الذي شهد ازدهاراً ملحوظاً في عدة مجالات تناولتها المؤلفات التاريخية المتنوعة بالدرس والتحليل والتعليل، أما مجال التعليم الذي هو موضوع البحث فقد جاء هذا النص الذي بين أيدينا، والذي سلطت صاحبته الضوء على جانب التعليم في هذا العصر، الذي شهد تألق العقل المعرفي، عن طريق ظهور الرحلات العلمية، وتطور حركة الترجمة، واهتمام الخلفاء بالعلماء، ومجالسهم التي جمعت العلماء والفقهاء وفتحت آفاق التعليم، ووسعت نطاقه مما أدى إلى ازدهار العلوم. وقد هدف هذا الكتاب إلى تجلية الجانب التعليمي في العصر العباسي الأول من خلال تناوله للخلفاء العباسيين والتعليم في مجالسهم، كما بين الوسائل المعينة على التعليم من أقلام ومقالم وغيرها، وسلط الضوء على أشهر المكتبات، ونظم التعليم عند العباسيين، والإجازات العلمية، وأنواعها، كما تطرق الكتاب إلى مخرجات التعليم في العصر العباسي الأول من رحلات علمية، وترجمة، والعلوم بنوعيها النقلية والعقلية، والتطور الذي شهدته هذه المعارف، مثل: الفقه، وعلوم القرآن، والعلوم العربية والإنسانية، والطب، والفلك، والفيزياء، والكيمياء، والرياضيات. ونظراً لأهمية الكتاب العلمية، رأى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث طباعته؛ خدمة للباحثين والدارسين في هذا الحقل ، وإثراءً للمعارف الإسلامية.