وصف الكتاب:
يعالج موضوعاً فكرياً أتعب الفكر الإسلامي المعاصر، وشغل العقل المسلم حيناً من الدهر، وملأ الإنتاج فيه حيزاً كبيراً من المكتبة الإسلامية العربية، ويتعلق الأمر بإشكال "علاقة المسلمين بالغرب" وتداعياته على الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم في ارتباطها المعاصر بالغرب. ويجيب على جملة من التساؤلات المستجدة التي تطرح بصدد البحث في هذا الإشكال، ليقدم تصوراً أكاديمياً جديداً يحاول تجاوز الخلل المنهجي الذي غلب في معالجة مثل هذه الموضوعات. ووعياً بقضايا الإنسان المعاصر ومتطلبات المستقبل المشترك، وما تحمله الإنسانية معها من إرث تاريخي يختلط فيه الحق بالباطل، والخير بالشر، والأصيل بالدخيل، واستحضاراً لما تمر به الإنسانية اليوم من محنٍ فكرية وواقعية تراكمت عبر الزمن وأنتجت مقولات مغلقة، نشعر بالحاجة إلى تصحيح المنطلق وتجديد الرؤية واستشراف المستقبل الذي تتجاوز فيه الإنسانية أنانياتها وتحيزاتها إلى أفق أرحب، يحتضن الإنسان احتضاناً مستوعباً للاختلاف والتنوع والتنافس، يقبل الآخر ولا يلغيه، ويُحضره ولا يَنفيه، ويُشركه ولا يُقصيه. ويقترح الكتابُ مدخلاً منهجياً ومعرفياً من شأنه أن يؤسس لنظرية معرفية تستمد رؤيتها من المرجعية القرآنية النبوية، عبر اكتشاف المنهاج العلمي والعملي الذي يقدم قراءةً جامعةً بين التَّدبُّر في الكتاب، والتَّفكر في الكون، والتَّبصر في الإنسان، ومستوعبةً لكل قضايا الإنسان والأديان والعمران، متجاوزةً لعيوب القراءات الإيديولوجية والفلسفات المتحيزة والمذهبيات المتقلصة... وهو ما من شأنه تقريب الشقة وتنظيم الاختلاف ونزع فتيل الصدام. من أجل ذلك يهدف الكتاب إلى إبراز أصول المشترك الإنساني؛ الدينية والعلمية والطبيعية والعمرانية والبيئية بين المسلمين والغرب، بما يُمكِّن من رسم المدخل العام لــ"نظرية المشترك الإنساني" الذي يستوعب الخصوصيات الدينية والقومية والجغرافية والعرقية، ويستحضر معها التطور التقني والثقافي والسكاني والاقتصادي لعالم اليوم.