وصف الكتاب:
يكشف لنا ابن فضل الله العمري في كتابه "مسالك الأبصار" عن رسّام عربيّ لا نعرف عنه شيئا حتى الآن هو حسين بن عليّ المطريّ العزاويّ. والمؤلف ابن فضل الله العمري هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن فضل الله بن يحيى بن أحمد العمري، مؤرخ وأديب دمشقي من أعيان المئة الثامنة. وُلد في دمشق سنة 700هـ (1301م)، وتوفي بالطاعون بتأريخ 28 فبراير عام 1349م عن 47 سنة. وكان المطريّ العزاويّ حياً في الغالب هذه السنة أي 1349م، لأن العمري لا يذكر شيئاً عن وفاة الأخير قبل هذا التاريخ. حسب كتاب العمريّ، تتبدّى لنا حياة وأعمال هذا الرسام – الموسيقيّ، العراقيّ الموصليّ، الذي لا نعرف عنه شيئا حتى الآن في تأريخ الفن الإسلامي. يقول العمري إن العزاوي: "متقن لفضيلة، ومتيقن لخير فضيلة، ومجيد في صناعة يد وخاطر، وسرور سمع وناظر، قرأ كتب الحكمة ودَرَسَها، وصوَّر المشجرات بيده كأنه غَرَسَها...". ثم يقول: "صحبني بمصر وقدم على دمشق، وصوّر صور هذا الكتاب، وجاء فيه بعجائب التصورّ والاكتساب...". أي أنه كان يرسم النبات مثلما يتخيّله ويعرفه بتصوراته وبخبرته كليهما. الرسّام الموسيقيّ هذا، من أبناء القرن الرابع عشر الميلادي دون شك، لأنه كان صديقا للعمري وصحبه إلى مصر. لكننا لا نعرف السنة التي صحبه فيها. ___________________________________________