وصف الكتاب:
يأخذنا "غي دو موباسان" من خلال هذه المجموعة القصصية إلى عالم الماورائيات، بهدوء وبوصف متقن، دون أن يقصد أو يتعمّد إخافة القارئ، فالسّرد المقتصد تحليلي، ويسعى لفهم ذلك الشّعور الذي ليس للمرء عليه سلطان. في قرى ومدن فرنسا في القرن التّاسع عشر، من الأشلاء المنتقمة، إلى غموض ليلة قمرية تبدو هادئة وتخفي في أغوارها الأهوال، إلى الانتقام الشّنيع، مرورًا بأجواء قصر مهجور تتجلّى فيه محبوبةُ صديقٍ مريض ترتدي الأبيض، من الجنون إلى عزلة الشّك، إلى انعدام اليقين في الحواسّ التي تخون، نسافر ونحن لا ندري، ولم نقرّر بعد هل نصدّق أم لا. يجدر التّنويه إلى أنّ "دو موباسان" ابتعد في كتاباته عن الخيال والغرائبية مع تفاقم أعراض مرضه في سنواته الأخيرة. فرغم أنّه استكشف كثيرًا في بداياته الماورائيات ورعبها، إلّا أنّه تشبّث في آخر أعماله بالواقع قدر المستطاع، كي يفرّق بين الحقيقة، وبين ما كان يمليه عليه مرضه من خيال.