وصف الكتاب:
عبثاً تحاولُ الصهيونية صناعةَ الأساطير لتجسّد علاقة افتراضية بين الاستيطان الاستعماري والإستشهاد، وإيجاد قطيعة بين موجة الاستيطان الغربي باتجاه الشرق والجنوب والغرب وبين هذا الكيان الذي قُذف بفعل هذه الموجة وتشبّث بالساحل الفلسطيني، مغموراً باندفاعها ومحمياً بصخبها الذي مازال يدوّي في تضاريس الأرض العربية. إن "كستنر" الأمريكي الذي صمد في أقاصي الغرب حتى الطلقة الأخيرة أمام أصحاب الأرض، "الهنود الحمر" حسب التسمية الغربية الخطأ، هو صورة كاريكاتورية للبطولة، فهي لم تكن في محلّها، والبطل الحقيقي هو الهندي الأحمر وليس كستنر الذي خرّ أمام رايته وداسته خيول أصحاب الأرض. ولكن حتى على هذا الصعيد تعجز الصهيونية عن كتابة وقائع بطولة، فتلجأ إلى التخيّل، وتصنع "مسعدة" خاصة بها. فتلك القلعة الشهيرة التي حاصرتها الفيالق الرومانية لاعلاقة لها بالبولندي والبريطاني والتشيكي والأفريقي.. وبقية الجنسيات المحتشدة في فلسطين. ولسنا روماناً بالطبع. وما حدث في ذلك الماضي البعيد هو أن محتلي القلعة من الطائفة اليهودية قضوا على أنفسهم بأيديهم خشية العقاب الروماني المعروف سلفاً، لأنهم يعرفون جيداً أن ذبح حامية رومانية استسلمت جزاؤه الموت.. وهو ماكانوا قد فعلوه.