وصف الكتاب:
كان «بيت الله» مكانًا تَأْوي إليه أفئدة الناس المقيّدة المحطّمة، ويُديرُه أناسٌ أشبه ببعض أطباء المرضى النفسيين الذين يَأْوُون مرضاهم في المشافي، ويقبضون مالًا مقابل علاجهم الطويل الذي لا يَشفيهم في الحقيقة، ولا يُساعدهم على الشفاء، وإنما يُخدّرهم ويُقنعهم بحالة واحدة فقط، هي التسليم بهذه الحال، والبقاء عليها ليضمنوا استمرار تدفّق الأموال عليهم ودوام وظائفهم، إنهم من أولئك الناس الذين يحققون مكاسبهم من بث الأمراض في الناس، والاستماتة في زيادة تفشّيها، تمامًا مثل قصة «بيت الله» التي كانت «نوال» جزءًا منها.ولكن «نوال» كانت فتاة ذكية رائعة، وتفكيرها المنطقي قادها إلى كشف ما وراء «بيت الله»، على أنها كانت تفتقرُ إلى مصادر المعلومة الموثّقة، وكانت بالنظر إلى مكانتها في هذه القصة أشبه بالمحجوبة عن أكثر ما يجري، وما استطاعت أن تصلَ إليه باستنتاجها وقدرتها على ربط الأجزاء الصغيرة بالأجزاء الكبيرة ورسم الصورة الكاملة.نعم، إن «بيت الله» صورة من صور استغلال الدين لكسب الأموال من الناس، وكانت «نوال» هي الوحيدة التي رسمت هذه الصورة ونقلتها إليّ، وأنا أَنقلُها إليك كما وصلتني في هذه القصة.