وصف الكتاب:
عبارة عن سرد موجز لسيرة العديد من الشخوص الذين مروا في حياته الدراسية في كلية (أما نويل كوليج) بجامعة كامبردج أيام الدرس والبحث للحصول على درجة الدكتوراه، وقد شاء المؤلف تقسيم الكتاب الى أربعة أقسام، خصص القسم الأول للحديث عن العراقيين، وجعل الثاني للعرب، فيما أحتل الانكليز أبواب القسم الثالث من الكتاب، في حين كان الرابع من حصة الاجانب من غير الأنكليز. يمهد الاستاذ الدكتور ناجي التكريتي لأقسام كتابه الأربعة، بالحديث عن جامعة كمبردج وأنطباعاته عن الشعب البريطاني: ومكوناته الاربعة: الأنكليز والأيرلنديين والويلزيين والأسكتلنديين فيصفهم بالجدية والاخلاص وأحترام الوقت، وتقديس المال العام وممتلكات الدولة، لأنهم يعدونها وجدت لخدمتهم وتمشية أمور حياتهم. وهم ملتزمون بالنظام الى درجة تثير الذهول، كنت الاحظ أن الأنكليز يصطف أحدهم خلف الأخر، أمام دار سينما، أو أمام باب مطعم، أو في دخول مكتبة عامة، من دون أن يزاحم الأخر، ومن دون أن يقفز من جاء متأخراً ليدخل قبل الاخرين، يطبقون هذا حتى لو كان المطر يسقط فوق رؤوسهم، كل واحد يعرف حقوقه ولا يعتدي على حقوق الأخرين، وهذا السلوك تعوده منذ الصغر، بتوجيه من أباء وأمهات يعرفون ماذا تعني الحقوق والواجبات..ص20 كما انهم لا يكذبون ولا يسرقون، وسلوك الشرطي الأنكليزي الذي لا يحمل مسدساً ولا هراوة، مثال رائع لمجتمع راق. وصل ناجي عباس التكريتي الى كامبردج يوم 15/3/1967، قادماً من مدينة الاسكندرية بعد حصوله على الماجستير من جامعتها، وغادرها في 15/ من أيلول/ 1970، بعد أن أكمل متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه، بأشراف أستاذه المستشرق المعروف بروفسور أرثر جون آربري وإذ يتوفى آربري خريف عام 1969، فأن المستشرق الالماني الشهير دكتور إروين روزنتال يتولى الاشراف على أطروحته، هذه الجامعة العريقة التي تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي على نهر الكام، حيث بنوا جسراً ليربط ضفتي النهر وليؤسسوا كليات زادت على الثلاثين كلية خلال القرون السبعة من عمر الجامعة، التي أخذت أسمها من النهر والجسر المبتنى عليه لتكون جامعة كمبردج أرقى جامعات الدنيا، ولا تكاد تضارعها منزلةً ومكانةً سوى جامعة أكسفورد البريطانية وجامعة هارفارد الامريكية. الاستاذ ناجي التكريتي يسرد ذكرياته أيام الدرس، وما علق بالذاكرة عن زملائه العراقيين، حبيب الظاهر، البصري الطيب الذي أنتهى به المطاف موظفاً في مصفى الدورة، والموصلي حاتم وحيدة الذي إختص بدراسة الآثار، وكذلك الموصلي عصام الخياط، ونجل المشرف الاختصاصي والمربي الرصين الأستاذ أيوب صبري، وشقيق أستاذي الدكتور جلال الخياط الناقد المعروف، الذي طواه الموت في لندن عام 2004، وكان لنا شرف التلمذة على يديه في كلية آداب الجامعة المستنصرية في العام الدراسي 1973-1974 الذي دَّرسَنا أصول النقد الأدبي وعبد الأمير الاعسم، الذي درسنا وقتاً قليلاً في العام الدراسي 1974-1975 خلفاً للدكتور الشاب المتخرج حديثاً نمير العاني، الذي أثارت أراؤه في الفلسفة المادية حفيظة بعض الزملاء، فشكوه لرئيس القسم الاستاذ حميد مخلف الهيتي، وما هو إلا شهراً وبعض شهر حتى غادرنا استاذ الفلسفة الاعسم ليحل محله الاستاذ الدكتور صالح الشماع، الذي أهدى التكريتي كتابه هذا إليه، تحية أخوة عزيزة صادقة صافية، لكن الدكتور ناجي يسجل بعض المآخذ على سلوك الاعسم تجاهه، والذي كنت أقرأ دراساته الرصينة التي ينشرها في الملحق الثقافي لجريدة (الثورة) السورية الذي يصدر كل يوم ثلاثاء، أيام تحولي للعيش في سورية الرائعة عامي 2007 و 2008، وما زلت احتفظ بالعديد من هذه الدراسات.