وصف الكتاب:
اذ أسهمت البنية التقنية في إثراء الإستراتيجية بجملة من الأبعاد والمتغيرات المستحدثة التي عمقت من المستوى الإجرائي والمفاهيمي على حد سواء . كذلك تقوي ثورة المعلومات بعض الاتجاهات الفوضوية والاتجاهات المعنوية بعضها الآخر ، فالعامل الفوضوي يتماشى وحالة عدم اليقين المرتبطة بسرعة التغيير والإرباك والتعقيد الذي تسببه ، والعامل المعنوي القائم على الشعور بالصواب الذائي المطلق يوفر إنطلاق آمن لمواجهة التغيير وليتبدى تأثيرها في كل معاملات المشهد العالمي. إن ثورة المعلومات قد أدت الى زوال قيود المكان والزمان وجعلت الحدود التقليدية على نحو متزايد أمرأ تجاوزه الزمن، وقد أربك هذا التجاوز الممارسات التقليدية للدبلوماسية والمقدمات التقليدية المستقرة التي تتعلق بالأمن القومي إن ظهور الاتصالات السريعة فوت الفكرة التي تقول إن الفكر الإستراتيجي حاضن الأفعال العملياتية اللاحقة له، إذ تبدو الإستراتيجية فطنة عارمة تتلاقي فيها القوی المتفاعلة دفعا وتاثيرا وبلورة للإدارة وربما الصانعة للتغيير، لتؤسس فيما بعد عتبة بناء المواقف اللاحقة، شرط أن تتوافر لصانع القرار درجة كبيرة من الهيل التوظيف التي تحمل سر العلاقة بين ثورة المعلومات والإستراتيجية وتلك العلاقة التي تتمحور في درجة استعداد صانع القرار للاستغلال الخيارات المتعددة التي جاءت بهاثورة المعلومات ، وبأي السبل سيخلق الأرضية المواتية للاستفادة من هذه الخيارات ولاسيما أن التدخل والتفاعل العالمي يؤدي الى فهم أكثر تعقيدا للشوؤن العالمية ترتكز الإستراتيجية كصناعة على عبقرية الاستعاضة أو التحول أو النقل الذي يقوم به صانع القرار بما يحوزة من قوة معلوماتية تقنية تعينه على اقتناص الفرص والقدرة على التعاطي مع التحديات