وصف الكتاب:
يمر المجتمع الدولي بمنعطف مهم، باتت فيه مفاهیم حقوق الإنسان أحد المعايير المهمة لقياس مدى تطور الأمم والشعوب، فدعائم الدولة الحديثة تنهض على العدل وعلى احترام حقوق الإنسان، وقد جسد ذلك ميثاق الأمم المتحدة الصادر عام 1945، وسار على نفس النهج الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 1948. لكن المجتمع الدولي لم يسر على هذا النهج، فقد دفع الإنسان ثمنا غاليا من حياته وحريته وحرية أوطانه من جراء حربين عالميتين خلفتا ورائهما الملايين من الضحايا بين قتلى وجرحى ولاجئين، والأمر لم يقتصر على الحربين الأولى والثانية بل استمر مسلسل الجرائم وامتد حتى هذا الوقت مفرزا جرائم مست المجتمع الدولي ككل. لذا تعد الجرائم الدولية من الأخطار التي باتت تهدد الوجود البشري، وتؤرق بال المجتمع الدولي في وقتنا الحاضر بوحداته المختلفة، وتجعل حياة شعوبه محفوفة بالمخاطر الناجمة عن الرعب والخوف الذي تولده، فقد اتسمت الجريمة الدولية بالتنوع والتباين في أسبابها وأساليبها وأغراضها بل و نوعية ضحاياها، ومن منطلق العمل على تأمين الحياة البشرية على المستويين الفردي والجماعي ارتفعت الأصوات وبذلت جهود، وعقدت مؤتمرات من أجل تأسيس منظمات وأجهزة دولية قادرة على الحد من تفاقم النزاعات وتوفير سبل السلام والأمن في العالم، وبالنظر إلى جملة هذه الجرائم الدولية فإنها تعد أخطر الجرائم في القانون الدولي، لأنها تشكل اعتداءا جسيما على المصالح الجوهرية العليا للمجتمع الدولي، ومساسا خطيرا بسلام البشرية وأمنها