وصف الكتاب:
تعددت نظريات العلاقات الدولية ومقارباتها لاسيما بعد الحوار الرابع الذي حدث في نهاية عقد الثمانينات وبداية عقد التسعينات من القرن الماضي. وانعقدت نقاشات عديدة بين رواد هذه النظريات ومفكريها بشأن صحة إفتراضاتهم وآرائهم التي طرحوها في تفسير أسباب ظواهر العلاقات الدولية ودوافعها ونتائجها. وسيطرت النظريات التقليدية –كالواقعية والليبرالية والإتجاهات النظرية المنبثقة عنهما- على هذا التخصص. ولمّا كانت للنظريات السياسية والإجتماعية أهمية محورية في فهم الظواهر البشرية –على الصعيد المحلي أو الدولي-، لذا سعى باحثون ودارسون للإهتمام بهذه النظريات والإختيار من بينها، من أجل الوصول إلى إستنتاجات موضوعية في دراساتهم. إلاّ أن هذه النظريات كانت نتاجات بشرية تطورت مع الزمن، فتأثرت برؤى المفكرين الذين انتجوها وأفكارهم وطموحاتهم، ومن ثم صُيغت بطريقة تكون إستنتاجاتها متوافقة مع هذه الرؤى والأفكار والطموحات. فإفتقدت أغلب –إن لم يكن جل- هذه النظريات لأحد أهم شروط النظرية العلمية، وهو سمة "الموضوعية".