وصف الكتاب:
اقتباس " الشّاويّةُ ليستْ كالبعثِ طائفيّة...الشّاويّةُ فكر. والفكرُ لا يتجزّأ، الشّاويّةُ ليستْ معتقدا، الشّاويّةُ فكرٌ تعدّديٌّ حتّى في تعدّدِ الزّوجاتِ والحبيبات، فهناكَ شاويٌّ كرديٌّ وشاويٌّ مسيحيّ، وشاويٌّ شاويّ.. لكي تصبحَ شاويّاً في ثلاثةِ أيّامٍ ليسَ بالأمرِ السّهل كما يُخيّلُ لك... فأوّلُ شيءٍ يجبُ عليكِ فعلهُ هو استبدالُ الرّبابة بالناي، والقهوةِ الصّباحيّةِ بكأسٍ من الشّاي ثقيلة، واستبدالُ وجبةِ السكالوب والكنتاكي بثرودِ البامية.. لكي تصبحَ شاويّا ليس بهذهِ البساطة، فعليكَ استبدالُ الحرملِ الحسكاويّ بالياسمين الشامي، وخبزِ التّنّور بالكروسان.. لكي تصبحَ شاويّاً يجبُ أنْ تكونَ أبوابُ بيتكَ مشرّعةً للجميعِ وألّا تقفَ من وراءِ البابِ وتنده: مَن الطّارق.. لكي تكونَ شاويّاً عليكَ أنْ تكونَ بسيطا˝ بسيطا˝ جدّا، فالبساطةُ أشدُّ أنواعِ الجمالِ تعقيدا..". **** **** " لا تُحدّثْني عن الوطَنيّةِ يا رفيق، فأنا أحببتُ ذلكَ الوطنَ مُنذُ أيّامِ مُسلسلِ "زنوبيا" وآثارِ تَدمرَ العَريقة، وكَرِهتُهُ بعدَ رِوايةِ القَوقَعةِ وآثارِ التَّعذيبِ في سُجونِها.. أحببّتُهُ في المَدرسَةِ عِندما حَدّثونا عن الُلحمّةِ الوَطنيّة، ثُمّ سَرقوا الّلَحمةَ وتَركوا لنا الوطنَ على العَظمِ.. أحبّبتُهُ مُذْ حَدّثوني عن قَضيَّةِ فِلسطين، وعِندما كَبِرتُ لم أرَ من القَضيّةِ إلّا فِرعَ فِلسطين، أحببّتُهُ مُنذُ قالوا لنا: هذهِ بلدُ الأنبياءِ وأرسلوا لنا أعتَى الشّياطِين.. فأنا يارفيق: أحبّبتُ ذلكَ الوطنَ أكثرُ منك، أحبّبتُهُ مُنذُ نُعومَةِ قَلبي ورَيعانِ رُوحي، وَوطَنيَّتي ليسَ عَليها أدنى غُبار، ولا تَشوبُها شَائبة، إلّا أنّ انتمائي كانَ للأرضِ، وانتماءكَ كانَ للقائد..". سيرة الكاتب والروائي محمد صالح عبيدو، من مواليد عام 1989 في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة. يحمل إجازة في كلية الاقتصاد. له ثلاثة أعمال أدبية: خواطر بعنوان: (شوربة عبث). رواية (من بابل إلى الرايخ- الحقيقة النازحة).