وصف الكتاب:
الآن وصل إلى سن الأربعين، همومه تجعله رجل صاحب مائة عام، والتجاعيد التي تصلبت على وجنتيه، كأن فنان عشوائي قد رسمهما بطريقة سريالية، فهي تجاعيد غير منظمة، وليست على خط واحد، كأن كل خط يعمل بمفرده، وهذا الوجه يشعرك بالكآبة عند أول نظرة له، فهو لم يبتسم من فترة طويلة كأنه يخاف أن تتغير ملامحه الحزينة فلا يعرفه الناس.. و(حامد) يعتقد أن الابتسامة ضعف، فهي توحي للزبون الذي يعمل عنده أنه مستهتر، وهو يريد أن تصل فكرة أنه جاد وملتزم (وبتاع شغل) كما يحب أن يطٌلق عليه. ولا يختلف كفيه صلابة عن صلابة وجهه، فأثر جروح لا تندمل باقية باستمرار على أصابعه وبطن كفيه، يفتخر بهما دائمًا. وهو يقول دائما (الإيد البطالة نجسة).. رغم أنه يتفاخر بعملة وبأنه استطاع أن يكون من أكثر الصنايعية شهرة في قريته والقرى المجاورة. لكن كان يقولها دائما بانكسار وحزن، كأنه يأسى على حاله. اقرأ الرواية وعش داخل الأحداث، وتعرف على (حامد) ورحلته إلى خريف العمر..