وصف الكتاب:
يدرس فيه المؤلف المقصود بالمدينة الذكية من حيث أهم خصائصها وسماتها والتكنولوجيات القائمة عليها ونمط حياة السكان فيها، بالإضافة إلى النماذج المختلفة التي يمكن تبنيها عند قيام الحكومات بتبني هذا النمط من المدن، ويناقش بإستفاضة التهديدات والتحديات التي تواجه نموذج المدن الذكية، ويأخذ دولة سنغافورة كحالة دراسة تطبيقية. ويرى الكاتب أن المدينة الذَّكيَّة ليست تلك المدينة التي تُصوِّرها أفلام الخيال العلمي، حيث تسبح عشرات الدرونز في السماء، ومئات الروبوتات في الأرض، وتنتشر السيارات ذاتية القيادة في كل مكان، بل هي نمط وأسلوب حياة كامل، قائم على الإستفادة من الثورات التكنولوجية غير المسبوقة، من نُظُم الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات العملاقة، ويهدف إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المُتاحة، وتقليل الاستهلاك والهدر في الطاقة، وتهيئة مناخ مناسب للابتكار والإبداع، وتوفير آليات ووسائل تجعل حياة الإنسان أيسر، وأقل تكلفة، وأكثر أمانًا، بما يؤدي في النهاية إلى تحسين جودة الحياة بمعناها الدائم الشامل. ويضيف الكاتب بأن المُدُن لا تتحول إلى ذكيَّة بضغطة زر كمبيوتر، ولكن تبدأ بمراحل، تشمل وجود بنية تحتية قائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن ثم نشر أجهزة إستشعارات وجمع معلومات في جميع أرجاء المدينة، ثم إدخال تقنيات الذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء، وإنشاء منصَّات وشبكات تربط هذه التقنيات وأجهزة جمع المعلومات مع بعضها البعض، ويتحكم في ذلك مركز إدارة مركزي يتولَّى عملية جمع ومشاركة وتحليل المعلومات، بما يؤدي إلى تحسين عملية اتخاذ القرار داخل المدينة. حتى نصل في النهاية إلى مدينة تتَّسم بارتفاع مُعدَّل الأمان بداخلها، وقادرة على إعادة تدوير نفسها، فتحصل على الطاقة من أكوام القمامة، وتُعيد استخدام المياه في الري والزراعة، وتتميز بالإستدامة من حيث الحفاظ على الموارد بداخلها لأجيال قادمة، ولا يضطر فيها الأفراد للتحرك لكل الأشياء، فقد يمكنهم إنجاز أعمالهم من المنزل، والحصول على خدماتهم الحكومية عبر الهاتف الذكي، وعند الحاجة إلى التحرك، فالمواصلات محافظة على البيئة، مثل السيارات الكهربائية، وتنتشر فيها تقنيات النقل ذاتي القيادة. لكن الأمر ليس مثاليًّا، أو بهذه السهولة، حسب رأي الكاتب، حيث تُواجه المدن الذكية تحديات كُبرى، سواء في عملية الإنشاء، أو التشغيل، وتستهلك كثيرًا من الجُهد والوقت والأموال، فهي أحد المشروعات العملاقة متعددة الأبعاد سياسية، واقتصادية، وأمنية، واجتماعية، قبل أن تكون تكنولوجية، ولها تداعيات وتهديدات أيضًا ناجمة عن النظام التكنواجتماعي الجديد الذي تم إنشاؤه بداخلها. ويتكوَّن الكتاب من خمسة فصول رئيسية، يناقش الفصل الأول تعريف المُدُن الذَّكيَّة، ويناقش الفصل الثاني أهم نماذج إنشاء المدن الذكية، ويهتم الفصل الثالث بالقوى التكنولوجية المحركة التي تدفع في اتجاه إنشاء المُدُن الذَّكيَّة من نظم الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة والبلوكتشين وغيرها من التقنيات الذكية، ويدرس الفصل الرابع الفرص التي تقدمها المدن الذكية والتهديدات التي تطرحها، في حين يناقش الفصل الخامس حالة دراسية كنموذج للمدن الذكية وهي سنغافورة. والدكتور إيهاب خليفة هو رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، وقد صدر له عدة مؤلفات أخرى مثل كتاب مجتمع ما بعد المعلومات عن دار العربي للنشر والتوزيع، وكتاب الذكاء الاصطناعي عن الهيئة العامة للكتاب، وكتاب القوة الإلكترونية الحائز على جائزة أفضل كتاب في العلوم الرقمية من معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2018، فضلاً عن عدد آخر من الأبحاث والمقالات في الصحف العربية والدوريات الأجنبية.