وصف الكتاب:
في تلك الأيام كان الولد في قمة السعادة، والفضل هنا لا يرجع لكل هذا الذي وصل إليه وحصل عليه، ولكن الفضل كله كان يعود لتلك الفاتنة حاملة السلاح وغرفتها السرية. تلك الغرفة الساحرة التي عرف فيها أسرار الحياة والحب والسعادة، في تلك الغرفة أخبرته الفتاة بكل شيء، وحكت له عن كل عظماء الأرض الذين قطعًا لم يكونوا سوى أهل #فلسطين.. حين كانت تحكي له عن ناجي العلي وعن محمود درويش وغسان كنفاني وعن جورج حبش وعن فيروز وعن جبرا إبراهيم جبرا وعن إبراهيم طوقان وراشد حسين وفدوى طوقان وعن إدوارد سعيد وعن توفيق وأنيس صايغ وعن الشيخ أمين الحسيني وليلى خالد ووديع حداد وأبو علي مصطفى ودلال مغربي.. وغيرهم الكثير في كل مرة كانت تذكر أحدهم أو أكثر وتخبره أنه عظيم لأنه فلسطيني.. فكان يضحك وهو يقول: "وهل كل العظماء فلسطينيين؟!"، إذًا فهو غير عظيم، هكذا كان يخبرها، فتأخذه إليها وتهمس في أذنه: "أنت عظيم لأني أحببتك، ومنذ تلك اللحظة التي أحببتك فيها صرت فلسطيني، لأنك صرت جزء مني". ـــــــــــــــــــ من رواية «عندما يروي القدر»