وصف الكتاب:
تأتي المجموعة في 13 نصًّا، تحمل جميعها سياقات إنسانية وذاتية وواقعية، تتدفق منها جماليات بديعة في جوانب التناول واللغة والدلالات والتكوين الشعري للقصيدة، كما يعد «التجريب» إحدى الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها «سلمى» في كتاباتها، وهو تجريب ليس ماديًّا أو على مستوى الشكل، إنما على مستوى الطاقة الشعورية والتعبير، فتمهّد لمناطق ذاتية ونفسية عميقة وغير مطروقة، ترسمها في إطار فني رائق، وتطل علينا تلك الرؤية من خلال العنوان الذي يطرح استفهامًا وجوديًّا خلاّقا: «لو جربنا الإنسان قليلًا!». وتتجلى تلك الدلالات أيضًا في عناوين النصوص داخل المجموعة، ومنها «من أين تنزف؟»، و«وأنت تعد أصابع ظلك»، و«لحم وموسيقى»، و«قلبك مشكلة»، و«البيت في عين الغريب»، و«من غير مبالاة»، و«كن أطيب مني»، و«أنا اللا شيء». وتبث المجموعة الشعرية حالة من الوحدانية، أو «التوحّد الإنساني»، يعكسها عدد غير قليل من النصوص، منها على سبيل المثال «قلبك مشكلة»، والتي نذكر من أجوائها: « قلبُكَ مُشكِلةٌ/ والرّايةُ ليست بيضَاءَ/ ولَو شاءَ الأخضَرُ واليابِس/ كانَ المشهَدُ بَهتانًا/ كُنتَ قليلًا كالنّاسِ/ ضَعيفًا كالفِكْرةِ/ مُنطَفِئًا كقُلُوبِ الخوَنَةِ/ كُنتَ مُتاحًا/ موجودًا/ كالصُّبحِ وكالعُشبِ المجّانيِّ على الأرصِفةِ/ بلا أبوابٍ أو أجراس/ كانَ لَهُم أن يجِدوا عِندَكَ ظِلًّا لو شاؤوا/ أو شمسًا ذاتَ نهارٍ شِتْويٍّ.. لو شاؤوا/ لو شاؤوا سمّوكَ رفيقًا/ ينظرُ.. يتكلّمُ.. يُسمَعُ ويُحسُّ/ ولو شاؤوا/ شالوكَ على الرّفِّ إلى أن يأتي وقتُكَ.. كانَ المشهَدُ بَهتانًا وبُكاؤكَ بَهتانًا/ وضياعُكَ/ لا يُفسِدُ عالمَهُم في شيءٍ إطلاقًا». وسبق وحصلت سلمى فايد على جائزة الدولة التشجيعية عن ديوانها «ذاكرة نبي لم يُرسل» عام 2017.