وصف الكتاب:
للّيل نغمته الفريدة ، والنّجوم لآلىء تلتفّ في كلّ الحديقة ؛ كانت الأشجار ترقد في مخابئها الظّليلة ، والنّوافذ مشرعات في حدود النّور، ترقب أوبة المنسيّ ... لاح تجلّل الأسرار طلعته، خطا متمهّلا؛ فاستقبلته نسائم البيت الشّريدة... لم يطق صبرا، فصاح مهرولا:ـ إنّي ندمت حبيبتي...قالت: ندمت !! فقال : أقسم أنّني...قالت : ( وقد مدّت إليه أناملا كالمسك . ) لا تقسم حبيبي...قال: قد أقسمت أنّ النّار تحرقني ، وأنّي أبتلى بالموت لو رامت جوانحي العليلة غير ودّك والوصال... ) ( نامت يداه على يديها... ) قال : هذا اللّيل يشهد أنّني أحببتك... أحببتك... أحببتك... قالت : وهذا اللّيل يشهد أنّني في مقلتيك أكون دوما عالقه... إنّي أريدك ، أشتهي أن أصطلي في ساعديك ، وأشتهي أن أعبر الشّريان في حرّ الوجيب ، وأضغط القلب المرنّق بالنّوايا ؛ أرقب القلق الشّفيف وأعبر العينين بحرا من نسيج الياسمين... ( رنا إليها ...) قال : ضمّيني إذن...( نامت يداه على يديها ، قاربت شفتاه خدّيها ، فضاع اللّيل بالنّسرين ، وارتدّت بدايات الكلام إلى السّلام !!)