وصف الكتاب:
بالرغم من أن القصة القصيرة هي الأقرب لروح العصر من حيث السرعة وضيق الوقت والرغبة في الدقة والتركيز، إلا أننا لم نسمع على مدى عشر سنوات عن قصة أثارت جدلا أو غيرت فكرا أو حتى تحولت لفيلم، والحقيقة أن القارئ لا ذنب له فهو كمن يطلب طعام فيجده بلا مذاق ولا فائدة صحية، دفع من نقوده ووقته ولم يحصل إلا على حشو لا يسمن ولا يغنى من جوع .... حاولت النظر لبعض القصص القصيرة لكتاب مغمورين ومشهورين، بحثت عن القصة القصيرة التي قال عنها الكاتب / يوسف إدريس هي " مثل الرصاصة تنطلق نحو هدفها مباشرة " لم أجد الرصاصة بل وجدت سرد لغوى رائع أو تافه غير دقيق ولا محدد يقفز من جانب لجانب وحتى أن وجدت الرصاصة المركزة أجدها طائشة فأخرج من القصة كما دخلت وربما أكثر ضياعا ... إن القصة القصيرة ابتعدت عن الجمهور فابتعد عنها الجمهور، كتب كتابها لأنفسهم فلم يقرأها غيرهم، تجاهلت مشاكل الناس فتجاهلها الناس، قديما قالوا إن روح العمل الفني هو: الصدق فإن كان العمل بعيد عن الواقع والمشاعر المحسوسة والأفكار الملموسة، فقد أصبح عمل ميت مهما ألبسوه الفخم من الثياب وأغرقوه بالعطور .... لا أدعى الكمال فهذه أولى خطواتي الضعيفة و لكن أحمد الله أنها على طريق قديم أصيل رسمه أدباء و مفكرين صادقين و فاهمين وأختم بما ختم به الدكتور / الطاهر أحمد المكي، في كتابه (القصة القصيرة دراسات ومختارات): " إن القصة في صورتها الجديدة، التي نتوقها، وطال شوقنا إليها في مصر، هي التي ترد إلى الناس إيمانهم بالوطن، وولائهم للعمل، وتشيع فيهم التفاؤل والأمل، وتقوى بينهم روح المقاومة، وتبشر بوطن جديد، تزدهر فيه الحرية والديموقراطية والعدل الاجتماعي، وبغد جميل لا عنف فيه ولا إرهاب، تفعل ذلك فنا يتسرب إلى النفس في خف