وصف الكتاب:
تعالى صوت المؤذن .. إنه المغرب .. الظلمة لم تغلق ستارتها بالكامل كأنها ستارة نصف قاتمة بداخلها ظلام وما قبلها نور. تذكرت شجرة نخيل صغيرة تقف بالقرب من قبر والدي ، ورأيتها من بعيد ، وكأنها شبح رمادي يمتد ذراعيه في ظلام متردد ، مشيت في خطوات مضطربة ومخيفة ، أتلمس طريقي بحذر ، محاولًا إدراك ما إذا كان هناك قبر تحتي حتى لا أعبره ، تذكرت والدتي وهي تلاحقني عندما كنت صغيراً تحاول تجاوز القبور ، لكن لا يوجد نور الآن ، والآن أتلمس خطاياي أكثر وأكثر ، تحاول الوصول إلى النخلة قبل أن تختفي في الظلام الدامس. أنا أتحرك ببطء ... هذه الأوساخ التي ترتفع قدمًا عن الأرض .. ارجع قليلاً .. غيرت مساري ، ربما يكون قبرًا .. أمشي .. هذا هو التراب أعلى بمقدار قدم تقريبًا. حسنًا ، لكن قدمي خطتها كلها .. أستمر رغماً عني. أرفع رأسي .. نظرت إلى راحة اليد .. إنها قريبة الآن ، حوالي عشرين درجة سأصل إليها ، الآن ليس شبحًا يرتفع في ظلام متردد ، بل لوحة لرسام شديد الغضب!