وصف الكتاب:
«من أعْوامِ السِّجْنِ إلى عُقودِ الدَّأبِ في الاسْتِقْصَاءِ والتَّحْلِيلِ، منَحَ يَاسِين الحَاج صَالح سُورِيّا المُعَاصِرة حَيَاتَه كُلَّها ومَا يَزَالُ: جَسَّدَ بِسِيـرَتِهِ مُعَاناتَها ومُقَاوَمَتَها وبَسَطَ في أعْمَالِه وَقَائعَها ومَعَانِيها...» أحمد بيضون «مَعَ نَصِّ يَاسِين، تَلْتَحِمُ السِّيَــاسَةُ والأفْكَارُ بِـتَجَارِبِ البَشَـــرِ وَعَذَابَاتِهِم، بِاللَّحْمِ والدَّمِ وَحَسَاسِيَّاتِ المَقْهُورِين. وَهَذَا بَعْضُ ما يَمْنَحُهُ خُصُوصِيَّةً تَرْفَعُهُ عَنْ مَأْلُوفِ الكِتَابَةِ السِّيَاسِيَّةِ العَرَبِيَّةِ حَيْثُ العَوْدُ الدَّائِمُ عَلَى بَدْءٍ وَاثِقٍ. هَكَذَا يَتَّفِقُ المَرْءُ وَيَخْتَلِفُ مَعَ ذَاكَ النَّصِّ، لَكِنَّهُ لا بُدَّ أنْ يُقِرَّ بِأنَّ جُرْحَ كَاتِبِهِ جَارِحٌ وَعَمِيقٌ: يَتَحَوَّلُ سُؤَالًا غَيْرَ مَطْرُوقٍ، كَمَا يَغْدُو مُحَاوَلَةَ جَوَابٍ تَجْتَمِعُ فِيها مَسْؤُولِيَّةُ شَيْخٍ مَهِيبٍ حِيَالَ الكَلامِ وَرَشَاقَةُ فَتًى مُتَجَرِّئٍ عَلَيْهِ.» حازم صاغيّة «هَذَا كِتَابٌ لا يُشبِهُهُ شيءٌ مِمَّا كُتِبَ حَتَّى الآنَ عَنْ نِظَامِ الإبَادَةِ الأَسَدِيِّ، يَدْعُونَا فِيه يَاسِين الحَاج صَالح إلى التَّـفْكِيـرِ مَعَهُ في وَسَائِلِ إنْتَاجِ هَذَا النِّظَامِ وإِعَادَةِ إِنْتَاجِهِ طَوَالَ خَمْسِينَ عَامًا، وَفي الحَاجَةِ المُلِحَّة إِلى تَجْدِيدِ القَوْلِ في تَجْرِبَةِ السُّورِيِّين المَهُولَةِ، سَبِيلًا إلى امْتِلَاكِها مَعْرِفيًّا وَسِيَاسِيًّا، والرَّبْطِ بَيْنَ العَنَاءِ والمَعْنَى.» فاروق مردم بك