وصف الكتاب:
يُشكل “الكتاب المقدس”، العمود الفقري للعقل السياسي في نسخته الأمريكية؛ ويساهم، إلى درجة كبيرة، في صنع الرأى العام الأمريكي، وثقافته، وسياسته، اتجاه محددات الصراع، وموقفه من العدو الصهيوني. وهذا يدحض فرية “اللوبي اليهودي”، والتي يستند إليها العقل العربي، والإسلامي، لتبرير الفشل المزمن في مواجهة أمريكا. هكذا، شرعت أمريكا، عقب اكتشاف كولومبس لها ، سنة 1492، تطبق النصوص الحَرفية “للكتاب المقدس”، بحملاتها التوسعية في القارة الجديدة، وبدأ تأسيس أمريكا، في التنميط البروتستانتي، هي المعادل لـ”بني إسرائيل”، فتتحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى “أورشليم الجديدة”، حيث أخذت الرموز التوراتية تهيمن على الحياة الأمريكية. وفي بداية القرن الثامن عشر، سيطر على العقل الأمريكي، فكرة أن المجيء الثاني للمسيح، رهينة بإعادة اليهود إلى فلسطين. تلتها مرحلة استكشاف فلسطين، والسير على خطى “بني إسرائيل” المُتخيلة. وانطلقت جماعات أمريكية، في القرن التاسع عشر، إلى “الأراضي المقدسة” لإنشاء مستوطنات، في سبيل التعجيل بالمجيء الثاني للمسيح. وفي هذا الوقت، تصاعد نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في “الشرق الأوسط”. وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية مهمتها، بالهيمنة على العالم. خلاصة القول، إن العقل السياسي الأمريكي، مهووس، إلى حد الجنون، باتباع النصوص الحَرفية للكتاب المقدس، التي تكِّرس الطبيعة التوسعية للمشروع الأمريكي