وصف الكتاب:
وصل الموكب العظيم عند الوادي ، وانتشر الجند في كل ربوعه ونصبت الخيمة الملكية ثم ترجلت الملكه يحوطها الحرس والعبيد منكسي الرؤوس وراحت الوصيفات تلملمن أطراف الفستان الذهبي الأنيق ثم جلست على مقعدها الملكي ثم وأتى الكاهن يتوكأ على عصاه وركع عند قدمي الملكة ورفع عينه الذابلتين التي تقاوم العمى بفضلةِ من نور تبقت في مقلتيه وقال: التحية إلى مولاتي العظيمة نفرتيتي ربة الجمال الأبدي والخير الوفير.. اسمحي لعبدك الضعيف يا سيدتي أن يرقب بما تبقى في عينه من بصر هذا الجمال الهابط من السماء لعل بريقا من نور وجه مولاتي يعيد إلى بصري.. فقالت بلهجة حاسمة خلعت أوصال قلبه أخبرنا إذن أيها الكاهن عن تعبيرك لرؤيانا دون إبطاء ،عبر لنا عن تلك الرؤيا التي قضّت مضجعنا وابعدت النوم عن أعيننا لثماني عشرة ليله كاملة، إني أرى قطعانا من السباع تقودها أسراب من الطيور الضخمة تهجم على طيور وماشية وغزلان حديقة القصر الملكي وتحوم حولها ثم تهجم عليها فتقتلها ثم تخلب لحمها وتأكله، أخبرنا عن تفسير تلك الرؤيا من ساعتك ودون تلكؤ.