المصريون الأمريكان
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
"موجات هجرة المصريين وبعض الأجانب المتمصرين بدأت بعدَ الحرب العالمية الثانية وخصوصاً مع إنشاء دولة إسرائيل التي سبّبت عدم استقرار المنطقة بطرق مباشرة أو غير مباشرة. بعد ثورة ١٩٥٢ ازدادت تلك الهجرة، وزادت كثيراً بعد حربي ١٩٥٦، و١٩٦٧. بعد حرب ١٩٦٧ بدأت موجةٌ كبيرة من المصريين تهاجر، ٥٨٪ منهم علماء ومهندسون، ٧٠٪ من هؤلاء من حَمَلةِ الدكتوراه. لم يكن من المعروف عن المصريين الرغبةُ في الهجرة ولكن أحوال مصر تغيرت. في هذا الكتاب تعرّضنا لعينةٍ من اثنين وثلاثينَ من المصريين الأمريكيين نصفهم إناث ونصفهم ذكور. يهود ومسيحيون ومسلمون وآخرون من أعمارٍ مُتباينة، بعضهم يقترب من التسعينَ عاماً وبعضهم في العشرينيات. هذا كتابٌ يحكي كثيراً من قصصهم، قصصٌ تمثل مجتمعاً من المصريين، وإن كان مجتمعاً منتشراً في ولاياتٍ وبلاد مختلفة من داخل أمريكا يتألف من أساتذة جامعات، جيولوجيين، سائق تاكسي وكيميائيين، مهندسين وفنانين وأطباء، إداريينَ، رباتِ بيوت، ورجال أعمال، واقتصاديين. بعضُ المشتركين في هذا الكتاب تمكنوا بصعوبة أن يكتبوا عن حياتهم وحياة عائلتهم في المساحة المتاحة، وهناك آخرون اختاروا صفحةً واحدة من حياتهم وتعمقوا في تفاصيلها. القصصُ التي يطرحها هذا الكتاب قد يعتقدُ البعض أنها قد تكون للتسليةِ والإعجاب، قد يكون ذلك وارداً بالفعل. ولكن تلك القصص تعيدُ أسئلةً طرحها كثيرٌ من المفكرين خلال العقود الماضية. لقد أصبحَ واضحاً أنّ من يخرجَ من مصر تتاحُ للكثيرين منهم فرصٌ أفضل للعمل، بل إن بعضَهُم ينبغ وينال كثيراً من الجوائز من ضمنها جائزة نوبل في العلوم وجائزة الأوسكار في الفن. إذا خرجنا من الفرد للمجتمع هناك سؤالٌ محدد يطرح نفسه، وهو: لماذا تتقدم بعض الدول ومازلنا متأخرين أو كما قال الراحل جمال حمدان منذ نحو نصف قرن ”إننا نتقدم خطوةً للأمام ونعود خطوتين للخلف“. الدول المتقدمة تستقطبُ العقول خصوصاً من الدول النامية التي لم تُقدّر قيمةَ ما لديها من ثرواتٍ بشريةٍ لتُنمّيها وتستفيد منها. إن "التكفير والهجرة" لم يعد شعاراً إسلامياً متطرفاً بل أصبح شعاراً يعكس صعوبة المعيشة أمام قطاعات كبيرة من شباب مِصر. قطاعاتٌ همّشها النظام الحاكم في نصفِ القرن الماضي. أو قطاعاتٌ همّشَت نفسها بالهجرة الداخلية والانغلاق على النفس ؛ فهم موجودون وغير موجودين رغمَ إمكانيات البعض الجيدة. وأقصد هنا بالنظام الحاكم تلك النظم الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والأمنية. لم يبقَ أمامَ البعض سوى محاولةِ الهجرة المنظمة والقانونية أو غير المشروعة والتي أدّت لوفاةِ البعض في محاولةِ الخروج في مغامراتٍ غَيرِ مَحسوبة أو لضياعِ البعض بعد خروجِهم من مصر. لقد أصبحَ الخروج يشمل قطاعات مختلفة بعضها حقق نجاحات مبهرة في مجالات متباينة، حتى في مجال الرياضة وهنا أعني تحديداً كرة القدم وهي رياضتنا الشعبية الأولى. توفيق المصري بالخارج لا يغفل حق الموفقين داخل مصر، وهناك أمثلة لذلك تستحق الكثير جدا من الاحترام. إلا أنّ تلكَ الأمثلة مازالت قلة بالنسبة لمصر الدولة. قلة تعمل تحت ظروف صعبة خصوصاً في مجال الفكر والسياسة والفن والدين. بعض المصريين المهاجرين عادوا لمصر ليعملوا وإن كانوا قد عادوا بعقولٍ اختلفت وليعملوا في ظروف مختلفة. ماذا حدث ومازال يحدث لمصر وللمصريين؟ سؤالٌ محوريٌ في هذا الكتاب، وإن كانت الإجابة عنه غالباً مغلفة. إن مشاكل مصر ليست حديثةً، بل تعود لفترات طويلة مضت. لقد قال الراحل يوسف إدريس: ”إن الكاتب يحتاج لأوكسجين ليكتب بحرية ويبدع، ولكن لا يوجد أوكسجين في العالم العربي كله يكفي لكاتبٍ واحد“. هذا غالباً سجالٌ رمزيٌ، إلا أنه يُعطي فكرةً عن أسبابِ كثيرٍ من حالات الإحباط ليس بين الكتاب فقط. كررت أحلام مستغانمي الكاتبة الجزائرية مقولة يوسف إدريس في كتابٍ حديثٍ لها. يوسف إدريس دخل السجن لبعضِ آرائِه وكتاباتِه. كلنا نحتاج لأوكسجين، ليس للنبوغ، بل لمجرد أن نجيدَ أعمالنا ونتفوق وليس الكتاب والفنانين فقط ." من كتاب: المصريون الأمريكان
