وصف الكتاب:
ظلت العمارة على حالها القديم، وشوارعها الواسعة من كل جانب عدا بعض التجاوزات التي ألحقت بالدور الأسفل، وصارت فيه محلات تؤجر لمن يدفع أكثر، لكن أحدًا لم يعمر في المكان لسببٍ أو لآخرَ، وكأن العمارة بها عمل سفلي أو لعنة كما يدعي بعض الجيران، فيأخذ المشروع وقته، وتعلق الزينة بقربِ الافتتاح، فيمر اليوم تلو الآخر، ويضيع حماس المستأجر الجديد، ويفشل المشروع سواء لقلة المبيعات، أو عدم وجود المشترين، فيضطر المستأجر إلى تركِ المكان، فيغلق لفترة، ويحل غيره من التجار، فيأخذ نفس الدورة، فلم يعمر فيه إلا المقهى التي رأوا بأنها المشروع الأنسب كنوعٍ من المكسب السريع الذي لا يتطلب المجازفة بالمال، فرواده من كل جانبٍ، ورجال الليل يأتون من شتى الطرق، فظل هو المشروع الوحيد القائم حتى ثبت وجوده وصار أمرًا واقعًا ناجحًا على عكس المشروعات الأخرى التي تتناوب عليه.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني