وصف الكتاب:
لا تقترب" يحمل عنوان أحد نصوصه،ومن الجدير بالذكر،أنّه لم يتم تصنيف نوعه على غلاف الكتاب،يحتوي الكتاب على نصوص قصيرة وأُخرى طويلة،بأُسلوب سردي ويتضمن وجدانيات،خواطر،مفاهيم،وجهة نظر،حِكم،وجملة واحدة،ويغلب ضمير المتكلّم على النّصوص مع وجود الضمير الغائب. هي نصوص مصابة بالبرد والحبّ الماطر،مكتظّة بالوجع والألم،خريف الروح،والأحلام المتعبة،بأُسلوب شفّاف جميل ومشوّق، وبأبجديّة تتنهد الأحاسيس والخيال،يدهشنا الكاتب بقفلة النّص حيث يباغتنا بجماليته المفاجئة الممزوجة بالخيال،والمفارقة التّي فيه. تجري المفردات بشكل سلس، تفوح منها رائحة الشّعر،فتزيد القارئ شغفا بالقراءة دون ملل،ويمنح للروح أهميّة في علاقة الحبّ بين المرأة والرجل،تتجلى الحالة النفسيّة في نصوصه وتنعكس على الجماد من خلال أنسنته وعلاقته به، يصاب القلم بالحمى وانسداد الشرايين،يدخل الكتاب الإنعاش ويفارق ال حياة ،والمرآة تخبره كيف يبدو عمره،وتتجلى الحالة النفسيّة من خلال الشخصيّة الرمزيّة العجوز،حيث نلاحظ توقيع الكاتب أسفل كلّ صفحةباسمه،ويكتب بعض النّصوص المتعلقة بالعجوز،فالعجوز هو المتمرد المبعثر الباحث عن الأمن،الاستقرار والهدوء في كل ّ شيء،وهو رئة المواطن العربي،وهو العاشق فتحت عنوان العجوزيقول"أنا بخير كالأموات تماما لم يعد يؤلمني شيء"،فهي حالة خيبة،وفوضى حواس تعبّر عن أحلام منكسرة وتيهان،وفي نصوصه يتعمق الكاتب في أعماق النّفس والبحث عن الذّات وغربة الرّوح،كما يجسّد علاقة الحبيب بمحبوبته،الإشتياق والفراق. ينتقد الكاتب السلوك الإجتماعي في المجتمع ويعبّر عن مشاعر الخذلان والوجع وانقسام الوحدة العربية، الفقد،الهزيمة والانتصار، الفساد، وبرغم صورة الحزن في أوطاننا إلإّ أنّ الحلم والأمل يراوده بوطن واحد اسمه عربي لا حواجز فيه.الأم حاضرة في نصوصه. استخدم الكاتب الأسلوب السّاخر في بعض نصوصه التّي تحاكي علاقة المواطن بالمسؤول لتصوير الظلم والمعاناة،كما استخدم أُسلوب النفي والنهي،تكرار فعل الأمر،والتساؤلات،من أجل دحض ونقد السّلوك السلبي ورفع التوعيّة. وردت بعض الأخطاء النحويّة،وكان بالإمكان تفاديها،حبذا لو تمّ إدراج النّصوص بشكل مرتب حسب نوعيتها. أتمنى للكاتب المزيد من الإبداع وننتظر المولود الثاني إن شاء الله.