وصف الكتاب:
"إنَّ أناتول فرانس لمثل الآلهة الذين يكثر من ذكرهم عظيم التساهل، رءوف رحيم، فهو قلَّما يقف منددًا مهددًا، أو مرشدًا منذرًا، بل يروي لك من الحوادث، ويبدي من الآراء، ويداعب ويتفلسف دون أنْ يدعك تشعر بسعة علمه، أو بكروية نبوغه، أو بما في الاثنين من سلطان. أجل، إنَّ نبوغ هذا الفرنسي كروي لا يحده غير ما يحد الأرض ويصلها مع ذلك بلا نهاية الأكوان، وإن عطفه لمثل نبوغه هذا؛ يحيط بما للقوى العقلية والنفسية من الآثار والأصول، وذاك يشمل الضعف البشري في مظاهره كلها، وهو من هذا القبيل مثل ذاك الذي صلب في قديم الزمان، يمر بالخطيئة — خطيئة القلب وخطيئة الحواس — مر الكريم، بل مر المسيح. أمَّا الصفة الثانية، فهي تنطبق عليه أيضًا إنْ لم يكن بالكمية فبالكيفية، ففي صفحاته تنعكس أشعة للحكمة من مطالع أنوارها القريبة والبعيدة، القديمة والحديثة، من بلاد الإغريق والرومان، ومن بلاد فلتير ورنان، ومن مصادر العلم والعرفان في كل زمان."